أصدرت وزارة العدل الأمريكية أمس الجمعة أول دفعة من وثائق جيفري إبستين، في خطوة وصفتها الصحافة الأمريكية بأنها مهمة لكنها جزئية ومُنقحة بشدة. الوثائق تشمل آلاف الصفحات، معظمها صور ووثائق محفوظة، لكن أغلب المعلومات الحساسة، بما في ذلك أسماء الضحايا، تم حجبها للحفاظ على الخصوصية وحماية التحقيقات الجارية.
و أظهرت الحزمة الأولى من وثائق وزارة العدل الأمريكية حول ملف المجرم الجنسي جيفري إبستين مجموعة من الشخصيات البارزة والمتورطة أو المرتبطة به، منها الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون الذي ظهر في عدة صور مع إبستين وغيسلين ماكسويل خلال رحلات وعشاءات، والرئيس دونالد ترامب في صورة يحمل فيها إبستين شيكًا بقيمة 22,500 دولار في منتجع مار أ لاغو، والأمير البريطاني السابق أندرو الذي ظهر في صورة وهو بين أحضان عدة نساء، ما أعاد فتح ملف الاتهامات ضده بالاعتداء الجنسي. كما تضمنت الوثائق صورًا لشريكة إبستين غيسلين ماكسويل، والمغنيين ميك جاغر وكيث ريتشاردز من فرقة رولينغ ستونز، والممثلين كريس تاكر وكيفن سبايسي، بالإضافة إلى مايكل جاكسون وأساطير أخرى، فضلاً عن نساء مجهولات الهوية وDrag Queen، وجميعهم ظهروا في سياق رحلات أو حفلات أو مناسبات مرتبطة بإبستين، مع إبراز نشاطاته في استغلال ضحايا قاصرات وتجهيز جلسات جنسية وتعاطي مبالغ مالية مقابل ذلك.
وأوضحت وسائل الإعلام أن بعض الوثائق تحتوي على صور لإبستين مع شخصيات بارزة، لكنها لا تقدم سياقًا واضحًا حول طبيعة علاقاته معهم أو التهم الموجهة.
ويرى نواب ديمقراطيون أن هذه الدفعة لا تفي بمتطلبات قانون الشفافية الخاص بملفات إبستين، مؤكدين أن وزارة العدل تأخرت في الإفراج الكامل عن جميع الملفات غير المصنّفة، ما أثار انتقادات بشأن الشفافية والمساءلة.
في المقابل، وصف البيت الأبيض إصدار هذه الوثائق بأنه دليل على الشفافية غير المسبوقة، مشيرًا إلى تعاون الإدارة مع الكونغرس، بينما يشير محللون إلى أن الملفات الحالية تبقى جزئية ومبهمة، وأن الكشف الكامل عن المعلومات قد يستغرق أسابيع، إذ من المتوقع نشر مئات الآلاف من الصفحات الأخرى تدريجيًا.
وتشير تقارير متخصصة إلى أن الإصدار الأول يحتوي على نحو 3,900 ملف فقط، بينما تبقى الوثائق الأكثر حساسية، بما في ذلك التفاصيل المتعلقة بالضحايا وبعض الشخصيات المتورطة، تحت مراجعة دقيقة قبل النشر. ويرى مراقبون أن هذه الخطوة تأتي في ظل توتر سياسي واضح بين مطالبات نواب الكونغرس بالشفافية الكاملة وبين نهج إدارة ترامب في الإفراج التدريجي عن الوثائق.
يبقى السؤال المركزي في الصحافة الأمريكية: هل ستكشف الدفعات القادمة عن معلومات جديدة تؤدي إلى محاسبة الشخصيات المتورطة، أم ستبقى الملفات محدودة ومُفلترة بشكل يحجب الحقائق كاملة عن الرأي العام؟ حتى الآن، يرى الكثيرون أن ما نُشر اليوم خطوة أولى لكنها غير كافية لفهم شبكة علاقات إبستين والفساد المحتمل المرتبط بها.
المصدر: رويترز
