تخطو الجزائر خطوة استراتيجية جديدة في مسار التحول الرقمي، مع إطلاق مشروع الكابل البحري للألياف البصرية “ميدوسا”، الذي يضع البلاد في قلب محور رقمي متوسطي أفريقي، ويعزّز قدراتها في مجال الربط الدولي عالي السعة.
و افاد بيان وزارة البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية – الجزائر امس الاحد أن الوزيرسيد علي زروقي، اشرف ببلدية القل في ولاية سكيكدة، على وضع حجر الأساس لإنجاز نقطة هبوط الكابل البحري للألياف البصرية “ميدوسا” (Medusa)، في خطوة استراتيجية جديدة لتعزيز البنية التحتية الوطنية للاتصالات والربط الدولي عالي السعة.
ويُعد مشروع “ميدوسا”، الذي انطلقت أشغال إنجازه في أكتوبر الماضي انطلاقًا من ميناء الجزائر العاصمة، من بين أكبر مشاريع الكوابل البحرية في حوض البحر الأبيض المتوسط، إذ يمتد على مسافة تفوق 8700 كيلومتر، رابطًا أكثر من 10 دول، وبقدرة نقل تصل إلى 20 تيرابت في الثانية.
ويتضمن المشروع نقطتي هبوط في الجزائر، بكل من الجزائر العاصمة ومدينة القل، مع ربط مباشر بمحطات في جنوب أوروبا، ما يعزز مرونة الشبكات الوطنية ويضمن استمرارية الخدمة عبر مسارات بحرية متعددة.
ويهدف هذا المشروع إلى تلبية الطلب المتزايد على خدمات الإنترنت ذات التدفق العالي، لاسيما تلك المرتبطة بتقنيات الجيل الخامس والحوسبة السحابية، إلى جانب تعزيز أمن الشبكات الرقمية، في انسجام مع توجيهات رئيس الجمهورية الرامية إلى تنويع مصادر التموين بالإنترنت وترسيخ السيادة الرقمية.
ويندرج إنجاز “ميدوسا” ضمن رزنامة زمنية انطلقت سنة 2020، شملت مراحل الدراسات والتعاقد، قبل الانتقال إلى مرحلة الإنجاز بين 2023 و2026، على أن يتم تشغيل الجزء الشرقي من المشروع مع نهاية سنة 2026، والدخول في الخدمة الكاملة مطلع سنة 2027، ما يكرّس موقع الجزائر كحلقة وصل رقمية بين أوروبا وأفريقيا.


















