تطرق تقرير لوكالة رويترز إلى الدور المحوري لمطار الكفرة جنوب شرق ليبيا في الحرب الأهلية السودانية، مشيرًا إلى أنه أصبح نقطة لوجستية رئيسية لإمداد قوات الدعم السريع، بعد أن تم تجديده وتأهيله لاستقبال رحلات الشحن بشكل متزايد منذ أبريل 2025. وأكد التقرير أن استخدام المطار ساعد قوات الدعم السريع على تعزيز حصار دام 18 شهرًا على مدينة الفاشر، وتمكينها من السيطرة على مناطق استراتيجية في دارفور، في حين يظل دور الإمارات في تزويد هذه القوات محل جدل ونفي رسمي.
و حسب التقرير فقد رصدت شركة كونفليكت إنسايتس جروب ما لا يقل عن 105 عمليات هبوط لطائرات شحن في المطار بين أبريل ونوفمبر 2025، شملت طائرات إليوشن-76 تابعة لشركات متهمة سابقًا بالضلوع في تهريب الأسلحة من الإمارات إلى شرق ليبيا. وأكد خبراء أن هذه العمليات اللوجستية ساهمت في تمكين قوات الدعم السريع من السيطرة على مدينة الفاشر، وزيادة نفوذها في دارفور، بعد انسحابها من الخرطوم وتحويل مركز العمليات إلى جنوب البلاد.
و يسيطر على الكفرة قائد عسكري ليبي متحالف مع الإمارات، التي تتهمها تقارير الأمم المتحدة والكونجرس الأمريكي بدعم قوات الدعم السريع، وهو ما تنفيه أبوظبي. ويرتبط قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) بعلاقات مع الإمارات، حيث أرسل قوات للقتال إلى جانبها في اليمن سابقًا، ولديه مصالح اقتصادية في السودان.
استمر الجيش السوداني في اتهام قوات الدعم السريع باستخدام خطوط إمداد عبر ليبيا، بما في ذلك مرتزقة كولومبيين وصلوا عبر الكفرة، بينما ينفي الجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر أي دعم مباشر للصراع في السودان، مؤكداً أن رحلات الشحن إلى الكفرة نقلت مدنيين وجنودًا فقط.
تشهد ليبيا انقسامًا مستمرًا بين فصائل متنافسة منذ سنوات، كل منها متهم بتهريب الأسلحة والمخدرات والمهاجرين. ويشير التقرير إلى أن الكفرة أصبح مركزًا استراتيجيًا بعد تعقيد استخدام مهبط آخر في شرق تشاد، وأدى هذا التحول إلى إعادة توجيه خطوط الإمداد نحو الحدود الليبية مع السودان، ما أسهم في تغيير مسار الحرب.
أسفر الصراع المستمر منذ أبريل 2023 عن عشرات آلاف القتلى وتشريد الملايين، مع تفشي المجاعة في مختلف مناطق السودان، خصوصًا في دارفور التي أصبحت محور عمليات الدعم السريع بعد انسحابها من الخرطوم.
المصدر. رويترز



















