أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن معدل البطالة في روسيا تراجع إلى مستوى تاريخي متدنٍ بلغ 2.2 بالمئة، في مؤشر يعكس تحولات عميقة يشهدها سوق العمل، التي باتت تعاني من نقص واضح في الأيدي العاملة المؤهلة. وجاء ذلك خلال كلمة ألقاها في اجتماع لمجلس الدولة خُصص لمناقشة قضايا إعداد الكوادر البشرية وتكييف الاقتصاد الروسي مع التحولات التكنولوجية المتسارعة.
وأوضح بوتين أن سوق العمل يشهد فجوة متزايدة بين العرض والطلب، مشيرًا إلى أن كل عاطل مسجل يتقن مهنة عملية يقابله نحو 28 منصب عمل شاغر، وهو ما يعكس حدة النقص في العمالة الماهرة. وأضاف أن الاقتصاد الروسي سيحتاج خلال السنوات السبع المقبلة إلى استقطاب نحو 12.2 مليون شخص إضافي لضمان استمرارية النمو وتلبية احتياجات القطاعات المختلفة.
وفي حديثه عن التحولات التكنولوجية، شدد الرئيس الروسي على أن الذكاء الاصطناعي سيكون له تأثير مباشر على بنية سوق العمل، معتبرًا أن العديد من الوظائف ذات المستويات الأولية في سلسلة الإنتاج ستتغير أو تختفي. وقال إن السنوات العشر إلى الخمس عشرة المقبلة ستشهد تحولات تكنولوجية عميقة، ما يفرض على الدولة والنظام التعليمي الاستعداد المبكر لمواكبة هذه المتغيرات.
وتطرق الاجتماع إلى أهمية مواءمة النظام التعليمي مع متطلبات الاقتصاد الحديث، خصوصًا في مجالات الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة، بما يضمن توفير كوادر قادرة على التعامل مع بيئة عمل أكثر تعقيدًا وتطورًا.
ويأتي هذا النقاش في وقت يواصل فيه الاقتصاد الروسي تسجيل أداء قوي رغم العقوبات الغربية، إذ أعلن بوتين في وقت سابق أن الاقتصاد حقق نموًا بنسبة 9.7 بالمئة خلال السنوات الثلاث الماضية، مقارنة بنمو بلغ 3.1 بالمئة في منطقة اليورو، ما يعكس، وفق الخطاب الرسمي، قدرة الاقتصاد الروسي على التكيف مع الضغوط الخارجية.
المصدر: RT
