سجّل الإبداع السعودي حضورًا لافتًا في المشهد الثقافي العالمي بعد فوز القصة “أزمة ربع العمر” للفنانة حميدة حمادة بالميدالية الفضية في جائزة اليابان الدولية للمانغا، التي تنظمها وزارة الخارجية اليابانية في دورتها التاسعة عشرة، في خطوة تؤكد نجاح الإبداع السعودي على الساحة العالمية.
تتناول القصة بأسلوب مانغا واقعي تحديات الشباب في منتصف العشرينيات، وتسرد صراعهم بين الطموحات الشخصية وضغوط المجتمع والأسرة، مقدّمة رؤية فنية عميقة حول التحولات النفسية والاجتماعية التي يمر بها الجيل الجديد. وتقدّم العمل شخصية شابة تعيش صراعًا داخليًا بين عالم افتراضي تجد فيه ذاتها الإبداعية وواقع اجتماعي يفرض أسئلته وحدوده، ما يجعل المقاربة الفنية تجمع بين الواقع والخيال وتعكس تحولات الوعي لدى الشباب.
ويأتي هذا الإنجاز ضمن جهود “مانغا العربية” في دعم المواهب السعودية والعربية، وتمكينها من نشر الثقافة المحلية عالميًا، وتعزيز حضور الفن العربي في المحافل الدولية، بما يعكس تطور صناعة القصص المصوّرة في المنطقة وقدرتها على المنافسة عالميًا.
ويمثل هذا التتويج اعترافًا دوليًا بجودة المحتوى الفني القادم من المنطقة العربية، ويؤكد قدرة الفنانين السعوديين على المنافسة في مجال ظل لسنوات حكرًا على التجارب الآسيوية، خصوصًا اليابانية. كما يبرز الدور المتنامي للمؤسسات الداعمة لصناعة المحتوى الإبداعي، التي أسهمت في توفير بيئة حاضنة للمواهب الشابة وتمكينها من الوصول إلى جمهور عالمي.
وتُعد جائزة اليابان الدولية للمانغا جائزة ثقافية دولية أطلقتها وزارة الخارجية اليابانية عام 2007، وتهدف إلى تكريم وتشجيع صُنّاع المانغا من خارج اليابان، ممن يساهمون في نشر ثقافة المانجا وتعزيز التبادل الثقافي بين اليابان وبقية دول العالم. وتُمنح الجائزة سنويًا لأعمال متميزة في فن القصص المصوّرة، حيث تُقيّم الأعمال المشاركة وفق معايير فنية وسردية تشمل جودة الرسم، قوة الحبكة، عمق الشخصيات، والقدرة على التعبير عن القضايا الإنسانية بلغة بصرية مبتكرة. وتضم الجائزة عدة فئات، أبرزها الميدالية الذهبية، الميدالية الفضية، والميداليات البرونزية.
المصدر: الشرق للأخبار + الصحفي



















