في مثل هذا اليوم، 27 ديسمبر 1978، ودّعت الجزائر رئيسها هواري بومدين، رجلٌ شكل مرحلة مفصلية في تاريخ البلاد بعد الاستقلال، وترك بصماته على المسار السياسي والاقتصادي والاجتماعي للأمة.
ولد بومدين باسم محمد بن إبراهيم بوخروبة في 23 أغسطس 1932، وانخرط مبكرًا في كفاح الشعب الجزائري ضد الاستعمار الفرنسي، حيث شارك كضابط في جيش التحرير الوطني وبرز كأحد القيادات العسكرية البارزة في الثورة التحريرية.
بعد الاستقلال، تصدّر المشهد السياسي بقيادة الجزائر، ليصبح رئيسًا للدولة، مركزًا جهوده على التنمية الصناعية، تأميم النفط، وبناء العدالة الاجتماعية، كما عزز مكانة الجزائر في حركة عدم الانحياز وسعى إلى تأكيد سيادة البلاد على المستوى الإقليمي والدولي.
خلال ولايته التي امتدت لأكثر من 13 سنة، شهدت الجزائر تحولات اقتصادية واجتماعية كبيرة، شملت إصلاحات زراعية، تطوير الصناعات الثقيلة، وتوسيع التعليم والصحة، ما جعله رمزًا للطموح الوطني ورجل المرحلة في سنوات البناء الأولى بعد الاستقلال.
رحيله عن الحياة في 27 ديسمبر 1978 عن عمر 46 عامًا أحدث فراغًا كبيرًا في القيادة الوطنية، وعمّ الحزن البلاد، قبل أن يتولى رابح بيطاط الرئاسة مؤقتًا، مؤكدًا على استمرار الدولة في مسارها.
تظل ذكرى هواري بومدين مناسبة لتقدير جهود قائد ساهم في رسم معالم الجزائر الحديثة، وترك إرثًا سياسيًا واقتصاديًا لا يزال محور دراسة وتحليل للأجيال القادمة.



















