بريجيت باردو و الثورة الجزائرية…لحظة شجاعة ضد الترهيب

في فيديو نشره رائد الأعمال الفرنسي مارك موكو Marc Mauco، تم تسليط الضوء على لحظة تاريخية هامة من حياة نجمة السينما الفرنسية بريجيت باردو خلال حرب الجزائر (1954–1962). يركّز السرد على موقفها من منظمة (OAS) الإرهابية أو مايسمى بالجيش السري ،و التي كانت تمارس جرائم  الترهيب والعنف ضد المدنيين في فرنسا والجزائر بهدف الحفاظ على الجزائر تحت النفوذ الفرنسي.

و كشف مارك موكو أنه في عام 1961، طالبت منظمة OAS بريجيت باردو  بدفع “إتاوة حماية”، وهو شكل من أشكال الابتزاز تحت التهديد بالعنف. لكن باردو اختارت رفض الخضوع للخوف أو الصمت، وقررت بدلاً من ذلك فضح التهديدات عبر الإعلام واللجوء إلى القضاء. بهذه الخطوة، حولت الموقف من تهديد شخصي إلى قضية عامة أمام الرأي العام، ما أضفى على موقفها بعدًا رمزيًا للشجاعة والمواجهة الأخلاقية.

كما كشف مارك موكو في الفيديو عن حادثة بارزة ، حيث قامت بريجيت باردو بحماية أنطوان بورساييه أحد المقربين من الثورة الجزائرية الذين تعرضوا للتهديد بسبب نشاطهم الوطني والسياسي.ان أنطوان بورساييه مخرجًا مسرحيًا ومثقفًا فرنسيًا، وقد أصبح هدفًا بسبب مواقفه خلال حرب الجزائر. ووفق الشهادات المرتبطة بتلك الفترة، قامت باردو بإيوائه وحمايته، في سياق موقفها الرافض لأساليب الترهيب والعنف التي كانت تمارسها منظمة الجيش السري.

في المقابل، تناول مارك كوكو في الفيديو المواقف الجدلية التي اتخذتها بريجيت باردو بعد مرحلة حرب الجزائر، والتي جعلتها شخصية مثيرة للانقسام في فرنسا والعالم. فعلى الرغم من بطولتها في مواجهة الابتزاز والعنف السياسي خلال الستينيات، أصبحت لاحقًا تُعرف بتبني مواقف سياسية مثيرة للجدل، خاصة فيما يتعلق بالهجرة والهوية الوطنية في فرنسا. وقد أدت هذه المواقف إلى إدانات قضائية عدة نتيجة خطاب اعتُبر مسيئًا أو يحرض على الكراهية العرقية. ويشير مارك إلى أن هذه المرحلة من حياتها تُظهر أن البطولة في لحظة معينة لا تمنح الفرد حصانة أخلاقية دائمة، وأن الشخصيات العامة يمكن أن تكون متعددة الأبعاد، تجمع بين مواقف مشرفة في وقت ما، ومواقف مثيرة للجدل في أوقات لاحقة، ما يعكس التعقيد البشري والتناقضات في حياة الشخصيات التاريخية.

و قد فارقت بريجيت باردو الحياة في 28 ديسمبر 2025 عن عمر ناهز 91 عامًا في منزلها بمدينة سان تروبيه بجنوب فرنسا، بعد مسيرة طويلة تركت فيها بصمة في السينما والنشاط الاجتماعي والدفاع عن حقوق الحيوان. ومن المقرر أن تُقام جنازتها في 7 يناير 2026 بكنيسة Notre‑Dame‑de‑l’Assomption في سان تروبيه، على أن تُدفن في مقبرة تطل على البحر المتوسط بالقرب من مكان إقامة عائلتها، في وداع خاص يحترم خصوصيتها ويتيح لعشاقها ومحبي السينما تقديم التحية الأخيرة لهذه الأيقونة الفرنسية والعالمية.

 

Exit mobile version