تراجع طفيف لأسعار النفط وسط ترقّب للمحادثات الجيوسياسية

تراجعت أسعار النفط بشكل طفيف، اليوم الثلاثاء، بعد مكاسب قوية تجاوزت 2 بالمئة في الجلسة السابقة، مدفوعة بتصاعد التوترات الجيوسياسية عقب اتهام روسيا لأوكرانيا باستهداف مقر إقامة الرئيس فلاديمير بوتين، وهي اتهامات نفتها كييف ووصفتها بأنها بلا أساس.

وبين شدّ الأخبار وجذب الأسواق، وجد المستثمرون أنفسهم في وضعية “الانتظار الحذر”، بحثًا عن إشارات أوضح بشأن مسار محادثات السلام الأوكرانية، لما لها من تأثير مباشر على استقرار إمدادات الطاقة العالمية.

وسجلت العقود الآجلة لخام برنت تسليم فبراير، التي ينتهي أجلها اليوم، انخفاضًا بنحو 6 سنتات لتبلغ 61.88 دولارًا للبرميل عند الساعة 07:55 بتوقيت غرينتش، فيما تراجع عقد مارس الأكثر تداولًا 4 سنتات إلى 61.45 دولارًا.

كما نزل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنحو 4 سنتات إلى 58.04 دولارًا للبرميل.

وكان الخامان قد أتما الجلسة السابقة على ارتفاع قوي، بعد أن أثارت الاتهامات الروسية مخاوف من احتمال تعطّل الإمدادات، وهو عامل غالبًا ما يكفي وحده لإشعال الأسواق… حتى قبل أن يشعل أي شيء آخر.

غير أن كييف سارعت إلى نفي تلك الاتهامات، معتبرة أنها محاولة لتقويض مفاوضات السلام، وهو ما أعاد شيئًا من التوازن إلى الأسواق، وإن كان هشًا.

وفي سياق متصل، زادت مخاوف الإمدادات بعد غارة جوية شنّها التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، قال إنها استهدفت دعمًا عسكريًا خارجيًا للانفصاليين الجنوبيين المدعومين من الإمارات. كما طلب التحالف من القوات الإماراتية مغادرة اليمن، في تطور يعكس تصاعد التوتر بين قوتين خليجيتين منتجتين للنفط.

ولم تكن الشرق الأوسط وحدها مصدر القلق، إذ أشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى احتمال دعم بلاده توجيه ضربة كبيرة أخرى لإيران، في حال استئنافها تطوير برنامجها الصاروخي أو النووي، ما أضاف طبقة جديدة من القلق فوق سوق مثقلة أصلًا بالسيناريوهات.

وقال إد مئير، المحلل في ماريكس، إن الأسواق باتت تدرك أن “التوصل إلى اتفاق سيكون صعبًا للغاية”، مشيرًا في المقابل إلى أن المخاوف الجيوسياسية، رغم تأثيرها، قد تصطدم بواقع آخر يتمثل في وفرة المعروض العالمي.

ويرى محللون أن توقعات وجود فائض في الإمدادات لا تزال قائمة، وقد تحدّ من أي ارتفاعات كبيرة في الأسعار خلال الفترة المقبلة. ووفق مئير، من المرجح أن تتجه الأسعار نحو الانخفاض في الربع الأول من 2026، مع تزايد وفرة النفط في السوق.

المصدرز رزيترز

Exit mobile version