شهد عام 2025 مجموعة من الأحداث الكبرى على الصعيد العالمي، تركت أثرًا على الاستقرار الإقليمي والدولي، وأسواق الطاقة، والنمو الاقتصادي.
في الشرق الأوسط، استمرت سياسة التهجير القسري والتصفية العرقية التي بدأت منذ عام 1948 ضد الشعب الفلسطيني، حيث شهد قطاع غزة إحدى أكبر حروب الإبادة الجماعية في هذا القرن. ترافق ذلك مع هدم المنازل ومصادرة الأراضي وتصاعد الاحتجاجات الشعبية والمواجهات على الأرض. ووفق التقارير الرسمية حتى 31 ديسمبر 2025، ارتفع عدد الضحايا الفلسطينيين إلى نحو 71,269 قتيلًا منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر 2023، بينما بلغ إجمالي المصابين نحو 171,232 شخصًا، مع وجود العديد من الأشخاص تحت الأنقاض غير قادرين على الوصول إليهم.
في سوريا، حمل عام 2025 تحولات مفصلية مع ملامح انتقال سياسي وأمني معقد بعد سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024، لكن المرحلة الراهنة لا تزال تعكس هشاشة الاستقرار ومسارات متعددة للصراع والتحول. في فبراير 2025، انعقد مؤتمر الحوار الوطني السوري في دمشق، بهدف فتح طريق نحو الوحدة الوطنية والإصلاحات الدستورية في سياق محاولة الخروج من عقد من الحرب والدمار.
شهدت منطقة الشرق الأوسط في منتصف عام 2025 مواجهة مسلحة مباشرة بين إيران من جهة، وإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية من جهة أخرى، بما سُمي حرب الـ 12 يومًا. بدأت المواجهة في 13 جوان 2025، عندما شنت إسرائيل والولايات المتحدة هجومًا مفاجئًا على منشآت عسكرية ونووية إيرانية. وقد اعتمدت إيران في صد هذا العدوان المزدوج بشكل مكثف على الهجمات الصاروخية والطائرات المسيّرة (الدرونز)، مستهدفة مواقع عسكرية استراتيجية إسرائيلية وأمريكية حساسة. وأفادت التقارير أن الهجمات الإيرانية أسفرت عن إلحاق أضرار دقيقة واستراتيجية بعدة منشآت، بما في ذلك قواعد جوية، مواقع دفاع جوي، ومخازن أسلحة، إضافة إلى تعطيل بعض البنى التحتية الحيوية دون التسبب بخسائر مدنية واسعة. وأظهرت هذه الضربات قدرة إيران على تنفيذ عمليات دقيقة ومعقدة باستخدام صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى مسلحة برؤوس موجهة، ما شكّل تحديًا دفاعيًا لإسرائيل وجعل بعض أهدافها الأساسية عرضة للتدمير أو التعطيل المؤقت، قبل التوصل إلى وقف إطلاق النار في 24 جوان 2025.
وفي السودان، استمر النزاع الداخلي الذي بدأ في أبريل 2023، مع مواجهات بين القوات الحكومية ومجموعات مسلحة محلية. أدى الصراع إلى نزوح داخلي واسع وارتفاع الاحتياجات الإنسانية، ما دفع المجتمع الدولي إلى مواصلة جهود الوساطة الدبلوماسية، في ظل عدم فاعلية محاولات وقف إطلاق النار واستمرار الوضع الأمني متقلبًا.
في أوراسيا، استمرت الحرب في أوكرانيا، مما أثر على الأمن الأوروبي وأسعار الطاقة، وسط استمرار دعم حلف الناتو لأوكرانيا ضد روسيا.
أما في الصين وتايوان، فقد تصاعدت التوترات مع زيادة المناورات العسكرية الصينية في المضايق البحرية المحيطة بالجزيرة، في وقت عززت فيه تايوان تحالفاتها الدفاعية مع الولايات المتحدة ودول إقليمية أخرى. وشهد العام تمرينات بحرية وجوية مشتركة لتعزيز القدرات الدفاعية التايوانية، فيما حذرت بكين من أي خطوات نحو استقلال رسمي للجزيرة، مؤكدة أنها ستتخذ “كل الإجراءات اللازمة” للحفاظ على وحدة أراضيها.
شهدت فنزويلا في عام 2025 تصاعدًا ملحوظًا في التوترات السياسية والدبلوماسية، تزامنًا مع ضغوط دولية واقتصادية خانقة داخل البلاد. تصاعدت المواجهات بين حكومة الرئيس نيكولاس مادورو والولايات المتحدة، إذ شهدت المنطقة الكاريبية تحركات عسكرية أمريكية واسعة تشمل تعزيز الوجود البحري والجوي حول المياه الفنزويلية وإغلاق الجزئي للمجال الجوي بحجة محاربة تهريب المخذرات، ، في خطوة وصفتها كراكاس بأنها تهديد غير مبرّر لسيادتها.
