دخل أسعار الذهب عام 2026 محمّلة بزخم استثنائي، بعد عام تاريخي سجل فيه المعدن الأصفر أعلى مكاسبه منذ أكثر من أربعة عقود، ما فتح الباب أمام توقعات جريئة باختبار مستوى 5000 دولار للأوقية. وبين استمرار التوترات الجيوسياسية، وتوقعات خفض إضافي لأسعار الفائدة العالمية، وتنامي شهية البنوك المركزية لزيادة احتياطاتها، يبدو أن الذهب لم يعد مجرد ملاذ آمن ظرفي، بل لاعبًا رئيسيًا في إعادة تشكيل التوازنات النقدية العالمية خلال المرحلة المقبلة.
و استقر الذهب خلال تعاملات يوم الأربعاء، محافظًا على مستوياته المرتفعة، في وقت يتجه فيه لإنهاء عام 2025 بأقوى مكاسبه السنوية منذ أكثر من أربعة عقود، رغم تراجع باقي المعادن النفيسة بفعل عمليات جني الأرباح بعد موجة ارتفاعات قياسية. وسجل الذهب في المعاملات الفورية 4345.75 دولارًا للأوقية، بعد أن لامس مستوى تاريخيًا بلغ 4549.71 دولارًا في وقت سابق.
وتراجعت العقود الأمريكية الآجلة للذهب تسليم فبراير بنسبة 0.5 بالمئة لتستقر قرب 4365 دولارًا للأوقية. وبذلك يكون المعدن الأصفر قد حقق ارتفاعًا سنويًا بنحو 66 بالمئة خلال 2025، وهو أعلى صعود سنوي منذ عام 1979، حين دفعت التوترات الجيوسياسية، وعلى رأسها الثورة الإيرانية، الأسعار إلى مستويات غير مسبوقة.
ويُفهم من المعطيات أن صعود الذهب هذا العام جاء مدفوعًا بتخفيضات أسعار الفائدة في الولايات المتحدة، وتوقعات بمزيد من التيسير النقدي من قبل الاحتياطي الفيدرالي، إلى جانب تصاعد الصراعات الجيوسياسية، والطلب القوي من البنوك المركزية، وارتفاع حيازات الصناديق المتداولة في البورصة.
المصدر: رويترز
في المقابل، شهدت المعادن النفيسة الأخرى تراجعات حادة، حيث انخفضت الفضة بنسبة 4.5 بالمئة بعد تسجيلها مستوى قياسيًا، رغم أنها تتجه لتحقيق أفضل أداء سنوي في تاريخها بارتفاع يفوق 150 بالمئة، مدعومة بتصنيفها معدنًا حرجًا في الولايات المتحدة وارتفاع الطلب الصناعي. كما تراجع البلاتين بأكثر من 12 بالمئة، وهبط البلاديوم 7.1 بالمئة، رغم توجهه لإنهاء العام على مكاسب قوية.
ويرى محللون أن التراجعات الأخيرة مرتبطة بعوامل فنية وضعف السيولة خلال موسم العطلات، مؤكدين أن العوامل الداعمة للذهب لا تزال قائمة، مع توقعات بإمكانية اختبار مستوى 5000 دولار للأوقية خلال 2026.
المصدرز رويترز

















