قضية تهريب او اجلاء “اميرة بوراوي” من تونس نحو فرنسا، جاءت لتعلن عن انتقال الصراع بين الجزائر و الفرنسيس الى مستوى اعلى.
هذا وقد كشفت معلومات أمنية موثوقة ان الطرف الذي خطط لعملية تهريب بواروي تمثل في مجموعة من الشخصيات النافذة داخل قصر “الإيليزيه”، ومن اجل تنفيذ مخططهم هذا تمت الاستعانة بجهاز المخابرات الخارجية الفرنسي DGSE .
هذه الجهة الفرنكو-صهونية الوازنة داخل دهاليز الحكم الفرنسي، بفعلتها هاته اظهرت نواياها المستقبلية. وقد ساعدها في ذلك الانغماس اللامشروط للمملكة المغربية في عملية التطبيع ، حيث تحولت الجهة الغربية للمغرب العربي الى شريك مضمون في المشروع الاستعماري لشعب الله المختار.
فالبنسبة للفرنكو-صهيونية الهدف الجديد اليوم اصبح محصورا بين (الجزائر و تونس) .
والبداية جاءت بقضية الحال “البربوزة الأميرة بوراوي” والتي تمثل الحلقة الاولى من بين سلسلة هوليوودية لهذا المخطط الخبيث و الذي يشمل أبعادا مختلفة.
وقد شكلت قضية الأميرة فرصة من اجل ضرب عصفورين بواسطة بيدق واحد.
البعد الاقتصادي في خط الجزائر تونس روما:
الرئيس الجزائري وبحنكة سياسية ودبلوماسية، قد اعطى مشروع التقارب الجزائري الايطالي بعدا استراتيجيا وجيوسياسيا.
وقد اعلنت الجزائر صراحة انها مع جعل إيطاليا قطبا موزعا للغاز في أوروبا “Un hub énergétique”.
في الجهة المقابلة إيطاليا ترى في الجزائر ذلك الشريك الاستراتيجي الذي يريد فرض نفسه كقوة اقتصادية في البحر الأبيض المتوسط والقرن الأفريقي.
للاشارة خط “ترونس ماد” Trans med”, وهو خط لنقل الغاز من الجزائر نحو ايطاليا مرورا بالاراضي التونسية.
وقد كشفت الجزائر مؤخرا عن مشروع جديد لنقل الغاز نحو ايطاليا.هذا الخط الجديد سينقل الغاز مباشرة من الجزائر الى سواحل مدينة “سردينيا” عبر مياه البحر الابيض.
للاشارة خط “ترونس ماد” Trans med”, وهو مشروع تم انجازه سابقا لنقل الغاز من الجزائر نحو ايطاليا مرورا بالاراضي التونسية.
قضية البربوزة وعلاقتها بخط الغاز المتجه لإيطاليا :
هنا جاء الدور على فرنسا غير الرسمية والتي لطالما رمقت بعين من الحسد التقارب الجزائري الإيطالي، والذي شهد دينامكية منقطعة النظير في العهد الحالي.
فالثنائي الفرنكو-صهيوني سارع للقيام بمحاولة فاشلة من خلال تهريب بواروي حيث كان الهدف ضرب العلاقة الجزائرية التونسية.
من جهة اخرى ومقابل التطبيع تم ابتزاز تونس في قضية الاستفادة من قروض FMI.
وقد استغل هذا الطرف عدم انجاز خط الانابيب الجديد الذي يربط الجزائر بايطاليا . حيث عمل في مرحلة ثانية على استغلال الفرصة من اجل توجيه ضربة جيو طاقوية لكل من الجزائر وإيطاليا.
وفي نفس السياق وجب التذكير ،بالحملة الاعلامية المليئة بالمغالطات والتي كانت الآلة الدعائية الفرنسية قد شنتها فور ظهور مشروع إنشاء خط جديد للغاز يربط الجزائر بإيطاليا مباشرة.
وقد حاولت الآلة الدعائية الفرنسية إيهام التونسيين بان الجزائر تحاول اعادة السيناريو المغربي في تونس وذلك من خلال التخلص من مشروع “ترونس ماد” لصالح مشروع خط انابيب جديد.
“تونس والجزائر امة واحدة وشعب واحد”
هذه اللعبة الفرنكو-صهيونية القذرة سرعان ما سقطت في الماء، وكان من بين اسباب ذلك ،المصداقية و الشفافية التي تنتهجها الجزائر في تسيير علاقاتها الدولية والتي مكنتها من التصدي لكل اشكال المساومة.
و على عكس ما روجت له الجريدتين الفرنسيتين ” لو موند” و “لوبوان”٫ فتونس قيس سعيد اتبثت اليوم انها قد استعادت قرارها.
وهذا ما يفسر التكالب الموجه من التحالف الفرانكو-صهيوني ضد الرئيس التونسي قيس سعيد، وذلك بهدف تركيعه أو التخلص منه مباشرة عن طريق الفوضى الخلاقة، وهذا ما سينتج عنه انعكاسات فورية على الوضعية داخل المنطقة المغاربية وحتى المتوسطية.
لهذا وجب دعوة تونس الدولة الشقيقة والشعب التونسي الشقيق إلى زيادة اليقظة وتوخي الحذر من هذه المؤامرات و التي ترعاها قوى استعمارية في المنطقة.
خلاصة الكلام يمكن القول ان:
من بين السيناريوهات القائمة اليوم هو احتمالية تعرض خط أنابيب “Trans MED” لعملية تخريب على شاكلة السيناريو الأمريكي مع أنبوب الغاز الروسي “نورد ستريم 2”.
فبهدف منع المانيا من ان تتحول لقطب اوروبي لتوزيغ الغاز عمدت امريكا على تعطيل الانبوب الذي يربط روسيا بالمانيا.
امريكا وحلفاؤها سيجدون مصلحتهم في تعطيل او منع انجاز خط الغاز الجزائري نحو ايطاليا .
فالنسبة لواشنطن كمنتج للغاز ذلك سيبقي هيمنتها على سوق بيع الغاز لاوروبا، كما ان سلبية إيطاليا الرسمية فيما يخص الحرب في أوكرانيا قد شكلت نقطة خلاف بين الطرف الايطالي والامريكي.
اما بالنسبة للكيان الصهيوني وفرنسا الغير رسمية فقد اتفقتا دون مشقة على منع الاشعاع الجزائري في البحر المتوسط والقرن الأفريقي.