يشهد قطاع الإعلام العالمي تحولات جذرية بفعل الرقمنة، وهو ما يفرض على الجزائر تسريع خطواتها لمواكبة هذا التحول. في هذا السياق، صرّح وزير الاتصال، محمد مزيان، أن التحول الرقمي لم يعد خيارًا بل ضرورة لتطوير المشهد الإعلامي الوطني. هذا التصريح يعكس توجّه الدولة نحو تحديث البنية التحتية الرقمية للمؤسسات الإعلامية.
من الواضح أن الهدف الأساسي لهذه الاستراتيجية، وفق ما أعلنه الوزير في تصريحه امس لجريدة” أوريزون”، هو تحسين جودة المحتوى الإعلامي وتعزيز الحضور الرقمي الجزائري، سواء عبر إطلاق منصات إلكترونية جديدة أو تعزيز البث عبر الأقمار الصناعية. غير أن الرقمنة في قطاع الإعلام لا تتوقف عند الجوانب التقنية، بل ترتبط أيضًا بتحديات أعمق، مثل مدى استقلالية وسائل الإعلام الرقمية، ومستوى حرية التعبير في الفضاء الرقمي، إضافة إلى مسألة التمويل واستدامة المشاريع الإعلامية الحديثة.
الوزير أشار إلى جهود رقمنة الأرشيف الصحفي والصوتي البصري، وهي خطوة مهمة للحفاظ على الذاكرة الإعلامية الوطنية، لكنها تظل جزءًا من مسار طويل يتطلب استثمارات أكبر في المحتوى الرقمي المبتكر. فالسؤال الجوهري هنا: هل ستواكب المؤسسات الإعلامية الجزائرية هذا التحول بفعالية، أم أن العملية ستظل مقتصرة على التحديث التقني دون تطوير المحتوى والقدرة التنافسية؟