تُعد الزلابية واحدة من الحلويات الأكثر شعبية في الجزائر خلال شهر رمضان، حيث لا تخلو موائد الإفطار منها في مختلف المدن، مثل الجزائر العاصمة، قسنطينة، بسكرة، البليدة، وتلمسان.
و تُعرف بقوامها المقرمش من الخارج وقلبها الطري المشبع بالعسل، ما يجعلها خيارًا مفضلًا للصائمين الذين يبحثون عن مصدر سريع للطاقة بعد يوم طويل من الصيام. تحافظ هذه الحلوى التقليدية على مكانتها، رغم التحديات التي تواجه الحرفيين في صناعتها، مثل ارتفاع تكاليف المكونات الأساسية وزيادة الطلب الموسمي عليها.
ورغم انتشارها الواسع، تختلف وصفة الزلابية من منطقة إلى أخرى، إذ تُقدم بنكهات وأشكال متنوعة تعكس التنوع الثقافي داخل الجزائر. على سبيل المثال، تُشتهر قسنطينة بوصفة الزلابية الرفيعة والمقرمشة، بينما تمتاز زلابية بسكرة بقوامها السميك والمغمس جيدًا في العسل.
ومع ذلك، فإن زلابية بوفاريك تُعد الأشهر على الإطلاق، حيث تتميز بشكلها المميز ومذاقها الفريد الذي جعلها علامة مسجلة في عالم الحلويات الجزائرية. يعتمد صُنّاع الحلويات على طرق تقليدية في تحضيرها، لضمان المذاق الأصيل الذي يعشقه الجزائريون. ومع ذلك، يواجهون تحديات تتعلق بارتفاع أسعار المواد الأولية، مثل الدقيق والزيت، ما يؤثر على تكاليف الإنتاج.
طريقة تحضير الزلابية الجزائرية: لتحضير الزلابية، يتم مزج الدقيق مع النشاء، قليل من الخميرة، و “رشة” ملح، ثم يُضاف الماء تدريجيًا حتى تتكون عجينة سائلة ولينة. تُترك العجينة لتتخمر لبضع ساعات حتى يتضاعف حجمها. بعد ذلك، تُسكب العجينة في كيس حلواني أو قمع خاص، ثم تُشكل على شكل دوائر أو أشكال لولبية في زيت ساخن حتى تكتسب لونًا ذهبيًا مقرمشًا. بعد القلي، تُغمر الزلابية مباشرة في العسل الدافئ الممزوج بماء الزهر، مما يمنحها الطعم الحلو والقوام الطري من الداخل.
الزلابية ليست مجرد حلوى، بل تُعد جزءًا من الموروث الثقافي للجزائر، حيث تتوارث الأجيال تقنيات تحضيرها، وتحظى بمكانة خاصة خلال الشهر الكريم. ومع استمرار الإقبال الكبير عليها، تبقى هذه الحلوى رمزًا للمائدة الرمضانية، تجمع العائلات حولها، وتضفي لمسة من الحلاوة على أمسيات رمضان.