في حوار مع جريدة الشعب، أشار الدكتور توفيق هامل، الباحث الجزائري في التاريخ العسكري ودراسات الدفاع، إلى أن الحادثة الأخيرة التي شهدت إسقاط طائرة بدون طيار اخترقت الأجواء الجزائرية تبرز أهمية الدفاع الجوي في حماية السيادة الوطنية. الدكتور هامل أكد أن هذا التصرف ليس مجرد رد فعل عسكري تقليدي، بل هو رسالة قوية تُظهر قدرة الجزائر على الرد بحزم في وجه أي تهديدات.
وقال هامل إن الطائرة تم إسقاطها على مسافة 1.6 كيلومتر من الحدود الجزائرية، مشيرًا إلى أن الجزائر تمتلك أنظمة دفاع متطورة قادرة على رصد الطائرات الحديثة على مسافات بعيدة. وأضاف أن العملية تُظهر مستوى عالٍ من الجاهزية العسكرية، حيث تم اتخاذ القرار بسرعة وبدقة، الأمر الذي يعكس تفوقًا تكنولوجيًا واستراتيجيًا للجيش الجزائري.
من جانبه، تناول الدكتور هامل تصاعد التهديدات في منطقة الساحل والصحراء، ولفت إلى أن الجزائر لا تقتصر على رد الفعل بل تتبنى سياسة استباقية تهدف إلى حماية الأمن القومي. وأوضح أن الحادثة تُظهر الأهمية الاستراتيجية للحدود الجنوبية للجزائر، التي أصبحت محط أنظار بسبب تهديدات الجماعات المسلحة في شمال مالي.
وحول موقف السلطات المالية، أشار هامل إلى أن مالي لم تقدم أي اعتذار رسمي بعد الحادث، ما يُفهم منه أن مالي قد تتجنب التصعيد الدبلوماسي خشية الإضرار بالعلاقات الثنائية. كما أكد على ضرورة أن تعزز الجزائر من قدراتها الاستخباراتية والعسكرية في الجنوب لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث.
وفيما يتعلق بالتحقيقات، أضاف الدكتور هامل أن الجزائر لن تتهاون في التأكد من أسباب الحادث، لا سيما بعد تصريح مالي الأولي الذي أرجع سقوط الطائرة إلى “خلل تقني”، وهو ما يتطلب دراسة أعمق حول احتمالية وجود عمليات استخباراتية أو اختبارات على مستوى الدفاع.
المصدر: جريدة الشعب