في مسرح العدالة الفرنسي، يبدو أن المنصة لم تعد مخصصة للمجرمين بل للمؤثرين الجزائريين! فقد حكمت محكمة ليون على صوفيا بن لمان، المؤثرة ذات الشعبية على “تيك توك”، بالسجن 9 أشهر مع وقف التنفيذ، ومنعتها من استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، وكأنها تشكل تهديدًا سيبرانيًا على الجمهورية الخامسة.
حكمت محكمة ليون الجنائية، الثلاثاء، على المؤثرة الفرنسية الجزائرية صوفيا بن لمان بالسجن لمدة 9 أشهر مع وقف التنفيذ، إثر “تهديدها بالقتل” ضد معارضين جزائريين على منصات التواصل الاجتماعي. كما فرضت المحكمة عليها عقوبات إضافية تمثلت في منعها من استخدام “تيك توك” و”فيس بوك” لمدة 6 أشهر، وألزمتها بقضاء 200 ساعة في الخدمة المجتمعية.
وراء هذا القرار القضائي، يُفهم أن التوترات السياسية المتصاعدة بين الجزائر وفرنسا بدأت تترجم إلى خطوات عملية من نوع خاص: استغلال القضاء كذراع دبلوماسي للضغط، والبدء بمن تعتبرهم “أهدافًا سهلة” من الجزائريين المقيمين في فرنسا. فصوفيا لم تكن مجرمة، بل ضحية توقيت سياسي سيئ، ارتدت فيه علم بلدها في قاعة محكمة فرنسية، لتجد نفسها تتحول من مؤثرة على الجمهور إلى “رسالة موجهة” إلى الدولة الجزائرية.
فهل باتت باريس، في ظل عجزها عن إقناع الجزائر بالشراكة، تستعين بالقضاة بدل الدبلوماسيين؟ وهل أصبح القضاء الفرنسي أداة جديدة لتصفية الحسابات السياسية؟ المؤشرات تقول نعم… وصوفيا بن لمان قد لا تكون الأخيرة في قائمة “الرسائل القضائية المشفرة”.