يُظهر أجدث تقرير صدر عن البنك الدولي أن الجزائر قد بدأت في تنفيذ خطوات كبيرة نحو تنويع اقتصادها بعيدًا عن الاعتماد على النفط والغاز. مع زيادة صادراتها غير الهيدروكربونية التي بلغت 5.1 مليار دولار في 2023، بدأت الجزائر في تحقيق نجاحات ملحوظة في هذا الاتجاه و اشار التقرير ان إطلاق إصلاحات مثل “نظام المجتمع المينائي الجزائري” لتحسين كفاءة التجارة، وقانون الاستثمار لعام 2022 . قد ساهما بشكل كبير في هذا التحول من خلال تقديم.
تقرير البنك الدولي ، أكد أن القطاع الزراعي قد شهد تقدمًا ملحوظًا، خاصة في تصدير المنتجات الطازجة.
و أبرز تقرير البنك الدولي دور الوكالة الوطنية للاعتماد (ALGERAC) في دعم سياسة التصدير الوطنية، حيث أكد على توسيع نطاق عمل الوكالة لضمان أن المنتجات الجزائرية تتماشى مع المعايير الدولية. وبفضل الدعم المقدم من البنك الدولي، تم تطوير خطة استراتيجية تمتد لخمس سنوات، بالإضافة إلى زيادة عدد المختبرات المعتمدة بشكل كبير، حيث وصل العدد إلى 135 مختبرًا بحلول يوليو 2024. هذا التحسن يعزز قدرة الجزائر على دخول أسواق جديدة ويُسهم في تعزيز تنافسية صادراتها على المستوى العالمي.
رغم التقدم الملحوظ الذي حققته الجزائر، يرى البنك الدولي أن الجزائر لا تزال تواجه تحديات كبيرة، خاصة في مجالي الإنتاجية والبيروقراطية، اللذين يشكلان عائقًا أمام تعزيز النمو الاقتصادي المستدام. بالإضافة إلى ذلك، يشير البنك إلى أن التحول العالمي نحو تقليل الانبعاثات الكربونية يشكل تحديًا إضافيًا، خصوصًا بالنسبة للصادرات ذات الكثافة الكربونية مثل الأسمدة والأسمنت، حيث يتعين على الجزائر التكيف مع المعايير البيئية العالمية التي قد تؤثر على قدرتها التنافسية في الأسواق العالمية.
وفي هذا السياق، يؤكد كمال إبراهيم، ممثل البنك الدولي المقيم في الجزائر، أن الجزائر تمتلك إمكانات كبيرة لتنويع صادراتها والاندماج في سلاسل القيمة العالمية. ومع ذلك، يشير البنك إلى أن الجزائر بحاجة إلى تحسين الإنتاجية، وجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة، واعتماد ممارسات صناعية صديقة للبيئة لتحقيق نمو مستدام في الصادرات.
كما يلاحظ البنك الدولي أن رقمنة التجارة، وتعزيز القدرات المؤسسية، وتنويع محفظة الصادرات، ستظل أساسية لتحقيق هذا التحول الاقتصادي. ويؤكد البنك أن شراكة الجزائر المستمرة مع البنك الدولي تشكل عنصرًا محوريًا في هذا التحول، حيث تساهم في تحقيق مستقبل اقتصادي مشرق يعتمد على التنوع والاستدامة.