أثارت تصريحات أدلى بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جدلًا واسعًا، بعد مطالبته بالسماح للسفن الأمريكية بالمرور مجانًا عبر قناة السويس، بحجة أن القناة ما كانت لتُنجز لولا الدور الأمريكي في النظام العالمي. هذا التصريح، الذي نُشر على منصة “تروث سوشيال”، ترافق مع تكليف مباشر من ترامب لوزير الخارجية ماركو روبيو بمتابعة المسألة مع السلطات المصرية.
المطالب الأمريكية، أثارت رفضًا واسعًا في مصر. حيث وصف برلمانيون مصريون، من بينهم النائب مصطفى بكري، الموقف الأمريكي بـ”البلطجة السياسية”، مشددين على أن قناة السويس جزء من السيادة المصرية، ولا مجال للتنازل عن رسوم عبورها.
من جهته، أكد رجل الأعمال نجيب ساويرس أن القناة أنجزها المصريون بجهد وتضحيات، وأن مجرد الحديث عن إعفاء دولة من الرسوم يفتح الباب لمطالبات مماثلة من قوى أخرى، مما يقوّض مصدرًا رئيسيًا للعملة الصعبة في مصر.
تصريحات ترامب جاءت في وقت حساس، إذ سجّلت إيرادات قناة السويس تراجعًا ملحوظًا في 2024، بسبب التوترات في البحر الأحمر وهجمات الحوثيين، ما أدى إلى انخفاض العائدات بنحو 60% مقارنة بالعام السابق.
خبراء القانون الدولي في مصر أشاروا إلى أن مطالب ترامب تفتقر لأي أساس قانوني، مستشهدين باتفاقية القسطنطينية لعام 1888، التي تمنح الدولة المشغّلة للقناة الحق الكامل في فرض رسوم مرور، دون التمييز بين السفن.
التصعيد الأخير قد ينعكس على العلاقات المصرية الأمريكية، خاصة مع غياب أي إشارة رسمية من القاهرة للاستجابة لمطالب واشنطن. وتُرجّح تحليلات أن هذه التصريحات، وإن بدت شعبوية، تحمل دلالات على استراتيجية ضغط قد تزداد حدتها مع اقتراب الانتخابات الأمريكية.
و في إطار تصريحاته المثيرة للجدل، أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن اهتمامه الكبير بقناة بنما وجزيرة غرينلاند، بل وطرح فكرة ضم كندا إلى الولايات المتحدة الأمريكية و تسببت تصريحات ترامب عن رغبة الولايات المتحدة في شراء جزيرة غرينلاند من الدنمارك في ضجة إعلامية كبرى، حيث وصفها بالفرصة التجارية المثيرة. كما أن ترامب لم يتوانَ عن طرح فكرة ضم كندا، مدعيًا أن الأمر قد يكون مفيدًا اقتصاديًا للولايات المتحدة. وفي الوقت نفسه، أبدى ترامب رغبة ملحة في “تعزيز السيطرة الأمريكية” على قناة بنما، معتبرًا أنها أحد أهم الشرايين الاقتصادية في العالم. تصريحات ترامب أثارت الكثير من ردود الفعل، سواء على مستوى الإعلام أو في الأوساط السياسية الدولية، حيث اعتبرها الكثيرون محاولات لفرض الهيمنة الأمريكية على مناطق ذات أهمية استراتيجية، وهو ما شكل نقطة توتر في علاقات الولايات المتحدة مع بعض الدول، خصوصًا الدنمارك وكندا.
المصدر: وسائل إعلام