تشهد مدينة برج بوعريريج من 15 إلى 17 ماي 2025 فعاليات الطبعة الثانية من أيام البيبان السينمائية تحت تسمية “البلارج الذهبي”، وهي تظاهرة ثقافية تنظمها جمعية ميميسيس الثقافية بدار الثقافة محمد بوضياف، وتسعى إلى تحويل المدينة إلى ورشة مفتوحة للإبداع السينمائي والتكوين الفني.
الحدث هذه السنة يتجاوز طابع المناسبة العابرة، ليرتقي إلى مشروع ثقافي طموح، يجعل من السينما لغة حوار حيّة بين المدينة وسكانها، بين الذاكرة والرؤية، وبين الصورة والهوية.
المسابقة الرسمية ستشهد مشاركة 20 فيلمًا قصيرًا، تتوزع بين الروائي والوثائقي، إلى جانب عرض 3 أفلام روائية خارج المنافسة. وقد خُصصت 8 جوائز، من بينها: أفضل مخرج، أفضل سيناريو، أفضل صورة، وأفضل أداء تمثيلي، إضافة إلى جائزة خاصة تمنحها لجنة التحكيم.
لجنة التحكيم تضم أسماء وازنة تمزج بين الخبرة الأكاديمية والرؤية الفنية، يتقدمها الروائي عيسى شريط، البروفيسور مونة بن شيخ، المخرجة نسيمة لوعيل، الفنان عمار ثايري، والباحث السينمائي الدكتور بشير بن سالم.
وتستقبل التظاهرة مجموعة من نجوم السينما الجزائرية، من بينهم: هاجر سباطة، يحيى مزاحم، ياسمين شويخ، حسين كشاش، العمري كعوان، حميد عشوري، نجية العراف، عبد الكريم دراجي، رضا ستي 16، ربيع أجاووت، وحسان بن زراري.
إلى جانب العروض، تُنظَّم ورشات تكوينية في التمثيل وكتابة السيناريو انطلقت منذ ديسمبر 2024، وتُختتم ضمن فعاليات هذه الدورة. كما يُنظَّم ملتقى علمي حول التمثيل كوسيلة فنية لمعالجة التريزوميا والتوحد، يتضمن عرض فيلم “تقبلني” للمخرج إلياس بوخموشة، إلى جانب تجارب مسرحية هادفة.
ويتم خلال التظاهرة تكريم عدد من الوجوه الثقافية المحلية، أبرزهم: الفنان محمد ترايكية (داسنيترا)، عباس بن طالبي، وجمعية نوميديا الثقافية، في مبادرة تعترف بالعطاء الجماعي، لا الفردي فقط.
من بين الأفلام المشاركة: الطفطافة، المقنين، بلعرج، ويمينة، وهي أعمال تتنوع بين الدراما والتجريب والتوثيق، وتحمل رؤى شبابية جريئة تسعى إلى مساءلة المألوف وطرح أسئلة الهوية والواقع.
يعرف القائمون على “البلارج الذهبي” أن مدينة تنبض بشباب مبدع لا تحتاج إلى بهرجة شكلية، بل إلى مضمون فني يعكس طموحاتها. لهذا، لم تُبرمج الأفلام لمجرد سدّ فراغ الجدول، بل لتكون منصة للنقاش الحي حول السينما، الجمهور، والهوية البصرية.
برج بوعريريج، بهذا النفس، لا تجامل السينما، بل تؤسس لها، وتمنح للفيلم القصير مكانته المستحقة كمختبر حقيقي للغة السينمائية.