تراجعت تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر نحو أوروبا في عام 2024 بنسبة 5%، لتبلغ أدنى مستوى لها منذ تسع سنوات، حسب ما كشفه أحدث مسح صادر عن شركة EY. ويعكس هذا الانخفاض استمرار حالة الغموض الاقتصادي والسياسي في القارة، إذ سجلت ألمانيا وحدها تراجعًا بـ17% في عدد المشاريع، رغم ارتفاع عدد الوظائف المرتبطة بها بنسبة 35%.
وأشار المستثمرون إلى ضعف النمو الاقتصادي، واستمرار ارتفاع أسعار الطاقة، والتوترات الجيوسياسية كأبرز عوامل تراجع الثقة في بيئة الاستثمار الأوروبية. كما شهدت مشاريع المستثمرين الأمريكيين في أوروبا انخفاضًا بنسبة 11% مقارنة بعام 2023، و24% مقارنة بـ2022، بسبب تحسن الأوضاع الاقتصادية داخل الولايات المتحدة، ما زاد من جاذبيتها كمنافس استثماري.
ومن اللافت في نتائج التقرير، أن أكثر من 60% من الاستثمارات في أوروبا باتت تأتي من داخل القارة ذاتها، مقابل 18% فقط من الولايات المتحدة، ما يعكس اتجاها متصاعدًا نحو الاعتماد على رأس المال الأوروبي. ورغم هذا الاتجاه، حذّرت EY من أن التعافي الفوري يبقى صعبًا، خصوصًا في ظل استمرار التعريفات الجمركية الأمريكية، وتأجيل أكثر من ثلث المستثمرين الأوروبيين خططهم التوسعية أو إلغائها بالكامل.
ورغم هذه التحديات، أعرب 61% من المشاركين في المسح عن تفاؤلهم بعودة جاذبية أوروبا الاستثمارية خلال السنوات الثلاث المقبلة، ولو أن هذا الرقم انخفض مقارنة بعام 2023.
أما على مستوى الدول، فحافظت فرنسا على صدارة الوجهات الاستثمارية رغم تراجع عدد المشاريع بـ14% وانخفاض خلق فرص العمل بـ27%، فيما جاءت بريطانيا في المرتبة الثانية بتراجع نسبته 13%. في المقابل، سجلت إسبانيا ارتفاعًا بـ15% في عدد المشاريع، مما يعكس تنامي تنافسية دول جنوب أوروبا، إلى جانب إيطاليا.
المصدر: رويترز