في سياق الاحتفال بتظاهرة “الجزائر عاصمة الثقافة الحسانية 2025″، تحتضن الجزائر العاصمة فعاليات ثقافية بارزة تُسلّط الضوء على التراث الصحراوي، بمشاركة نوعية من الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية. ومن بين أبرز الفعاليات، معرض هام تحت إشراف وزارة الثقافة الصحراوية واتحاد الكتّاب والصحفيين والأدباء الصحراويين، يعرض كنوزًا من المخطوطات والكتب النادرة التي تشهد على أصالة المجتمع الصحراوي ونضاله الثقافي المستمر.
المعرض، المُقام بقصر الثقافة مفدي زكرياء، يقدم مجموعة من المصاحف، وكتب تفسير، ومؤلفات فقهية، ومستندات إدارية تعود لفترات سابقة للاحتلال المغربي، بينها مخطوطات يزيد عمرها عن ثلاثة قرون. ويؤكد الباحث محمد مولود مولاي لحسن، المكلف بالمخطوطات بوزارة الثقافة الصحراوية، أن هذه الوثائق نجت من ويلات اللجوء وقسوة المناخ وغياب ظروف الحفظ، وظلت صامدة في خيم اللاجئين لأكثر من 50 سنة.
وفي هذا الإطار، يعرض الجناح الصحراوي دواوين شعرية باللهجة الحسانية وأعمالًا أدبية وبحثية توثق الذاكرة الشعبية والهوية الثقافية للصحراء الغربية، على غرار “من ينابيع الثقافة” و”ذاكرة شاعر” و”نظرات في اللهجة الحسانية”، بالإضافة إلى مؤلفات موجهة للأطفال، مما يعكس ثراء وتنوع المشهد الثقافي الحساني.
وقد غطّى موقع الصحفي هذه التظاهرة الثقافية التي شهدت إقبالًا جماهيريًا واسعًا وتفاعلًا لافتًا من الزوّار مع ما عُرض من مخطوطات وكتب، في مشهد يعكس عطشًا فكريًا لاستكشاف هذا التراث الحي. كما عبّر عدد من الزوار عن إعجابهم بثراء الإنتاج الثقافي الصحراوي، خاصة ما يتعلق بتوثيق الذاكرة الشفوية والهوية البدوية.
وترى الباحثة سمية بادي أن الحضور الصحراوي في مثل هذه الفعاليات هو بمثابة جبهة نضالية ثقافية موازية، تشكّلها الكتب والقصائد والوثائق، وتفتح نافذة دولية لقضية الشعب الصحراوي، انطلاقًا من الجزائر، التي تواصل دعمها المستمر للحق في الوجود الثقافي والسياسي.
وتتواصل التظاهرة إلى غاية 23 جوان بمشاركة فاعلين ثقافيين من الجزائر، الصحراء الغربية، وموريتانيا، في مبادرة تنظمها وزارة الثقافة والفنون بالتعاون مع الاتحاد العالمي لأدباء الحسانية.