أعلن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أنه بلّغ رسميًا منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، ووزارة الخارجية، والمجلس الأعلى للأمن القومي، بوجوب تنفيذ قانون مجلس الشورى المتعلق بوقف التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وذلك تنفيذًا للمادتين 123 و85 من الدستور الإيراني.
ويأتي هذا القراربوقف ايران التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعد مصادقة البرلمان الإيراني، في جلسة رسمية عقدت أواخر جوان 2025، على قانون يُلزم السلطات بوقف التنسيق مع الوكالة، احتجاجًا على ما وصفه النواب بـ”الانحياز الغربي” و”التعامل السياسي” للوكالة مع الملف النووي الإيراني.
وأكّد بزشكيان في بيان نُشر عبر وكالة مهر الإيرانية أن هذا الإجراء جاء ردًا على ما اعتبره “استهدافًا سياسيا متكررًا” لإيران، مشددًا على أن طهران لن تتعاون في الظروف الحالية ما لم تضمن الوكالة حيادها واستقلالها عن الضغوط الدولية. وأفادت وكالة نوفوستي الروسية كذلك بأن القرار يستند إلى تقارير أمنية وعلمية تؤكد ضرورة حماية المنشآت النووية الإيرانية من ما اعتبره “تجاوزات تفتيشية”.
ويعد هذا القرار أول خطوة نوعية يتخذها بزشكيان في ملف السياسة الخارجية منذ توليه الرئاسة، ويضع العلاقات بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية في مسار متوتر جديد.
اتهامات إيرانية للوكالة الدولية بالطاقة الذرية بتواطؤ مع إسرائيل
وكانت طهران أعلنت في 12 جوان 2025 عن نشر “الدفعة الأولى من وثائق سرية” تتهم مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، بالتعاون مع إسرائيل لتوجيه التقارير التقنية ضد إيران. هذه الوثائق، التي كشفت عنها وزارة الأمن الإيرانية، جرى تسريبها عبر عملية استخباراتية، وتزعم وجود تواصل مباشر بين غروسي ومسؤولين إسرائيليين، أبرزهم ميراف زافاري-أوديز، بهدف التأثير على أجندة الوكالة والتغطية على برنامج تل أبيب النووي غير المعلن.
وجاء هذا التطور بالتزامن مع قرار صدر عن مجلس محافظي الوكالة يدين طهران على خلفية “عدم تعاونها”، بدفع من دول الترويكا الأوروبية والولايات المتحدة، في خطوة اعتبرتها إيران “مسيسة”، وردّت عليها بالإعلان عن تدشين منشأة تخصيب جديدة تحت الأرض. وتشير الرواية الإيرانية إلى أن التنسيق بين غروسي وإسرائيل بدأ حتى قبل تولّيه منصبه نهاية 2019، ما اعتُبر “اختراقًا خطيرًا” لطبيعة عمل الوكالة.
الوثائق المسرّبة تتحدث عن تحركات اتصالية بين غروسي وزافاري-أوديز، ومراسلات بإيميلات باللغة العبرية لم تُكشف تفاصيلها بعد، تُظهر تخطيطًا لتشتيت الانتباه عن برنامج إسرائيل النووي، مع تركيز الضغط على إيران داخل الوكالة. هذه الاتهامات، التي لم تؤكدها أي جهة دولية حتى الآن، تُلقي بظلال ثقيلة على حيادية الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتزيد من تعقيد المشهد النووي الإقليمي والدولي.