تحت عنوان “لماذا تُقلق زيارة قادة شركتي إكسون وشيفرون إلى الجزائر المخزن؟“، تطرق مقال نشره موقع Algeriepatriotique إلى الأبعاد الجيوسياسية لزيارة وفدين من شركتي الطاقة الأمريكيتين العملاقتين إكسون موبيل وشيفرون إلى الجزائر، ولقائهما برئيس الجمهورية عبد المجيد تبون.
ويشير مقال Algeriepatriotique إلى أن قادة شركتي إكسون وشيفرون إلى الجزائر، و التي جاءت في أعقاب تصعيد أمريكي–إسرائيلي ضد إيران، قد أربكت حسابات النظام المغربي، الذي اعتاد توظيف خطاب التخويف من الجزائر، وربطها بمحاور معادية للغرب، لتبرير مواقفه الإقليمية.
لكن الاستقبال الرسمي الحار الذي حظي به مسؤولو الشركتين في الجزائر، بحسب المقال، كشف زيف هذا الخطاب، وأكد أن العلاقات الجزائرية–الأمريكية، خصوصًا في المجال الطاقوي، ما تزال راسخة وتتجه نحو المزيد من التوطيد، بعيدًا عن الحسابات السياسية الظرفية.
ويبرز المقال أن هذا التطور قد زاد من توتر المخزن، الذي يخشى فقدان الدعم الأمريكي غير المشروط لمقترحه بشأن الصحراء الغربية، لا سيما في ظل ما يُوصف بأنه “تبخر تدريجي” للرهان على دعم إسرائيل والولايات المتحدة كحلفاء دائمين.
كما اعتبر المقال أن هذه الخطوة تعزز من مكانة الجزائر كفاعل إقليمي مستقل، قادر على الحفاظ على سيادته السياسية ومواقفه المبدئية، دون أن يكون ذلك على حساب شراكاته الاقتصادية مع قوى كبرى مثل الولايات المتحدة.
للاشارة قامت الجزائر خلال عامي 2024 و2025 بخطوات استراتيجية بارزة لتعزيز شراكاتها مع كبريات الشركات الأمريكية العاملة في قطاع الطاقة، حيث استقبلت وفدين رفيعي المستوى من شركتي إكسون موبيل (ExxonMobil) وشيفرون (Chevron).
ففي ماي 2024، وقعت شركة سوناطراك مذكرة تفاهم مع “إكسون موبيل” لدراسة فرص تطوير الموارد الهيدروكربونية في منطقتي عين صالح (أهنت) وقورارة جنوب الجزائر، وهي مناطق واعدة في مجال الغاز غير التقليدي. أما في يناير 2025، فقد توّجت المحادثات مع شركة شيفرون بتوقيع اتفاقية تعاون تركز على استكشاف وتطوير الحقول البحرية (offshore)، ما يعكس اهتمامًا متزايدًا من عملاقين أمريكيين بالاستثمار في السوق الجزائرية.
تعكس هذه التحركات الموقع الاستراتيجي المتقدم الذي باتت تحتله الجزائر في خارطة الطاقة العالمية، خاصة في ظل التحولات الجيوسياسية والطلب المتزايد على الغاز الطبيعي في أوروبا. كما تكشف عن ثقة الشركات الأمريكية في البيئة الاستثمارية الجزائرية، رغم الخلافات السياسية التي قد تظهر أحيانًا بين الجزائر وواشنطن، لا سيما في ملفات مثل فلسطين. لكن من الواضح أن المنفعة الاقتصادية والموقع الجغرافي الحساس للجزائر يظلان عاملين أساسيين يجذبان الشركاء الدوليين، وخصوصًا في قطاعات الطاقة والغاز.