أعلن اتحاد الناشرين العرب برئاسة محمد رشاد عن مبادرة موجهة لدعم دور النشر والمكتبات والمراكز الثقافية والجامعية التي تضررت بفعل حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة. وتتمثل المبادرة في تجهيز قافلة من الكتب تُهدى إلى الشعب الفلسطيني، بالتنسيق مع وزارة الثقافة الفلسطينية.
وأوضح اتحاد الناشرين العرب، أن قافلة كتب عربية إلى غزة تهدف إلى الحفاظ على الهوية الثقافية العربية للشعب الفلسطيني، وتنمية وعيه الثقافي، وتيسير سبل الوصول إلى المعرفة، إضافة إلى توفير مصادر تعليمية ومعرفية، وتوحيد الرؤى الفكرية، وتشجيع التكامل الثقافي العربي الفلسطيني.
وتأتي هذه الخطوة التي تعبّر عن روح التضامن الثقافي العربي، في وقتٍ تُسجّل فيه غزة واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية والثقافية في العصر الحديث، حيث لم تقتصر آلة الحرب الإسرائيلية على تدمير المباني والبنى التحتية، بل طالت كذلك الذاكرة الجماعية الفلسطينية. فقد استُهدفت المكتبات العامة والخاصة، وقُصفت مراكز ثقافية، ودُمرت الجامعات ودُور الأرشيف، وامتد الدمار ليشمل مواقع أثرية وتراثية تعود لآلاف السنين، في محاولة لطمس المعالم الحضارية لمدينةٍ توصف بأنها من أقدم حواضر الشرق. إن ما جرى لا يُعدّ فقط اعتداءً على البشر، بل اغتيالًا متعمدًا للثقافة الفلسطينية بكل امتداداتها.
وأكد الاتحاد أن الكتاب أداة مقاومة لا تقل شأنًا عن سائر أشكال الدفاع عن الأرض والحق، وأن إيصال المعرفة إلى الفلسطينيين هو بمثابة دعم للثبات والصمود وحماية للهوية.
ودعا اتحاد الناشرين أعضاءه في كل الأقطار العربية إلى إهداء مجموعة من الإصدارات الحديثة، سواء عبر الاتحاد الإقليمي في دولهم، أو من خلال ممثليهم في مجلس الإدارة، مشددًا على أن هذا العمل واجب قومي وثقافي من أرقى صور التضامن مع فلسطين.
للإشارة جاءت هذه المبادرة الثقافية في سياقٍ بالغ القسوة، حيث تشهد فلسطين، وخاصة قطاع غزة، عدوانًا إسرائيليًا متواصلاً خلّف دمارًا هائلًا طال البشر والحجر، وأدى إلى استشهاد عشرات الآلاف من المدنيين، معظمهم من النساء والأطفال، إلى جانب تهجير جماعي طال أكثر من مليوني فلسطيني، وتدمير ممنهج للبنية التحتية. ولم يسلم من القصف المستشفيات والمدارس والجامعات والمساجد والكنائس، بل امتدت الاستهدافات إلى المراكز الثقافية، المكتبات، دور النشر، والمواقع الأثرية، في ما اعتُبر محاولة متعمدة لمحو الذاكرة الفلسطينية وقطع جذور الارتباط بالهوية والتاريخ. لقد تحوّلت غزة من مدينة حيّة بثقافتها وصمودها إلى ركام، فيما ظل الكتاب رمزًا للمقاومة والوعي في وجه المحو والإبادة.
المصدر : الميادين