وقّعت الجزائر، اليوم الأربعاء 9 جويلية 2025، على وثيقة انضمامها إلى معاهدة الصداقة والتعاون في جنوب شرق آسيا “آسيان””ASEAN”، خلال اليوم الأول من اجتماعات وزراء خارجية رابطة “آسيان” المنعقدة في العاصمة الماليزية كوالالمبور، وهو ما يمثل انطلاقة رسمية لشراكة مؤسساتية بين الجزائر ودول هذا التكتل الآسيوي الهام.
ويُرتقب أن يمنح انضمام الجزائر إلى معاهدة مع دول “آسيان” دفعًا نوعيًا للعلاقات الثنائية التقليدية التي تربط الجزائر بدول المنطقة، سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي. وفي كلمته خلال مراسم التوقيع، أشار وزير الخارجية أحمد عطاف إلى أن الجزائر تتقاسم المبادئ والقيم التي تقوم عليها معاهدة الصداقة والتعاون، في طليعتها احترام القانون الدولي، وتعزيز السلم، والتعاون المتعدد الأطراف، وهي القيم التي لطالما شكلت جوهر السياسة الخارجية الجزائرية.
كما سيسمح الانضمام إلى المعاهدة بتعزيز التنسيق بين الجزائر و”آسيان” على المستوى الدولي، في ظل تزايد النزاعات واستخدام القوة في العلاقات الدولية، وتراجع دور منظومة الأمم المتحدة.
على الصعيد الاقتصادي، يُنتظر أن تفتح الشراكة مع “آسيان” التي تعد من أبرز نماذج التكامل الإقليمي عالميًا، وتُصنف خامس قوة اقتصادية وثالث أكبر سوق استهلاكية في العالم فرصًا واعدة للاستثمار والتبادل التجاري مع الجزائر، بما يدعم تنويع الشراكات الاستراتيجية للبلاد.
للاشارة رابطة آسيان (ASEAN) هي منظمة إقليمية تأسست عام 1967 وتضم عشر دول من جنوب شرق آسيا، وتهدف إلى تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي والأمني بين أعضائها. تسعى الرابطة إلى بناء تكتل متماسك يدعم الاستقرار الإقليمي، ويعزز التنمية المشتركة، ويواجه التحديات العالمية مثل الإرهاب والتغير المناخي من خلال تنسيق الجهود بين الدول الأعضاء.
اقتصاديًا، تُعد آسيان من أبرز الكتل التجارية في العالم، حيث تُصنف كخامس قوة اقتصادية عالميًا، وتضم أكثر من 650 مليون نسمة. وقد نجحت في بناء سوق موحدة نسبيًا وتحقيق نسب نمو مرتفعة، مما يجعلها شريكًا استراتيجيًا مهما للعديد من القوى الدولية. وتُعد معاهدة الصداقة والتعاون التي وقّعتها الجزائر مؤخرًا بوابة للدخول في شراكة مؤسساتية مع هذا التكتل الديناميكي.
دول رابطة دول جنوب شرق آسيا “آسيان” و هي إندونيسيا، ماليزيا، سنغافورة، تايلاند، الفلبين، بروناي دار السلام، فيتنام، لاوس، ميانمار، كمبوديا.