تطرق مقال “الجيري باتريوتيك” إلى الجهود الأمريكية المبذولة لإنهاء الصراع المسلح في أوكرانيا، مقابل ما اعتبره تضييقًا فرنسيًا على هذه المساعي، ومحاولات باريس عرقلة مبادرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للقاء مباشر بين فلاديمير بوتين وفولوديمير زيلينسكي. وأشار المقال إلى التوترات الدبلوماسية بين القوى الغربية، خصوصًا الدور الفرنسي، وتأثير ذلك على الشعب الأوكراني الذي يعاني منذ عام 2019 نتيجة التوترات والسياسات الغربية، مع التركيز على الاختلافات في الرؤية حول إدارة الحرب والسلام، ومخاطر استمرار منطق التصعيد على الأمن الأوروبي والاستقرار الدولي.
وأضاف المقال أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي يواجه نهاية ولاية وصفها المقال بـ”المأساوية”، يسعى إلى فرض نفوذه الشخصي على حساب الشعب الأوكراني، مستندًا إلى ما يراه إخفاقًا لموقفه في موسكو بعد العملية العسكرية الروسية. وقد صوّرت المقالة التحركات الفرنسية في واشنطن، خلال لقاءات ترامب مع بعض الزعماء الأوروبيين، على أنها محاولة لإجبار زيلينسكي على الالتزام بخطة بروكسل، بينما تُظهر وسائل الإعلام الفرنسية مزاعم بفشل الجيش الروسي، وهو ما اعتبره المقال تضليلاً، مشيرًا إلى أن روسيا اختارت إبطاء تقدمها لتجنب خسائر بشرية، في حين ضغطت الدول الغربية على استمرار النزاع.
وأشار المقال كذلك إلى أن الموقف الفرنسي يعمّق الشرخ بين الشرق والغرب ويزيد من المخاطر على القارة الأوروبية، حيث يخفي منطق التصعيد العسكري مصالح اقتصادية واستراتيجية متعلقة بالسيطرة على الفضاء الأوراسي وعزل روسيا. كما أبرز المقال أن هذا التوتر يعرقل أي جهود نحو التسوية الدبلوماسية، ويجعل تحقيق السلام بعيد المنال، بالرغم من محاولات بعض الأطراف الدولية، مثل ترامب، فتح نافذة لحل النزاع أو وقف إطلاق النار.
واختتم المقال بتحذير من استمرار هذه السياسات التي تضع الجغرافيا السياسية والمصالح الاقتصادية فوق حياة المدنيين، مؤكدًا أن استمرار التصعيد الفرنسي والغربي عمومًا يشكل تهديدًا متزايدًا للأمن والاستقرار الأوروبي، ويبعث برسالة سلبية للشعوب المتأثرة بالحرب، ويزيد من تعقيد أي إمكانية للوصول إلى حل سلمي مستدام في أوكرانيا والمنطقة.



















