شهد مهرجان “فيكتوريوس” الموسيقي في بريطانيا، الذي يقام سنوياً بمدينة بورتسموث منذ عام 2013، أزمة كبيرة خلال طبعته الأخيرة الممتدة من الجمعة 23 إلى الأحد 25 أوت 2025، بعد انسحاب عدد من الفرق الموسيقية البارزة احتجاجاً على ما وصفوه بـ”الرقابة السياسية” ضد فرقة “ذا ماري والوبرز” الأيرلندية.
القضية بدأت يوم الجمعة 22 أوت 2025 عندما رفعت فرقة ذا ماري والوبرز العلم الفلسطيني على المسرح وهتفت “فلسطين حرة”، قبل أن يتدخل موظف من إدارة المهرجان لإزالة العلم وقطع الصوت، وسط صيحات استهجان من الجمهور. المنظمون برروا ذلك بكون العرض “تخلله هتاف تمييزي” مخالف لسياسة المهرجان “التي تمنع رفع الأعلام”.
لكن الفرقة ردّت سريعاً عبر إنستغرام متهمة المنظمين بتقديم “بيان مضلل”، مؤكدة أن الفيديوهات المنشورة تثبت أنّ الصوت قُطع مباشرة بعد رفع العلم والهتاف. وجاء في منشورها: “هذا ما نفعله منذ ست سنوات، ولن نتوقف.. فلسطين حرة كل يوم”.
الخطوة أثارت ردود فعل غاضبة بين الفرق المشاركة، حيث أعلنت فرقة “كليفوردز” يوم السبت انسحابها الكامل من المهرجان، قائلة: “لن نعزف في مهرجان تُقمع فيه حرية التعبير، خاصة في ظل الإبادة الجماعية المستمرة وإعلان التجويع في غزة”. الفرقة أوضحت أنها لم تُبلّغ مسبقاً بسياسة “عدم رفع الأعلام”، وأكدت تضامنها مع فلسطين عبر وضع رابط للتبرعات.
كما انسحبت فرقة “ذا أكاديميك” الأيرلندية، مشيرة إلى أنّ ضميرها لا يسمح لها بالظهور في حدث يقيد حرية التعبير. وفي السياق ذاته، عبّرت فرقة “ذا لاست دينر بارتي” عن غضبها من قرار إسكات زملائهم، وأكدت أنها لا تستطيع “تأييد الرقابة السياسية”، داعيةً جمهورها للمساهمة في دعم الشعب الفلسطيني.
تحت ضغط موجة الانسحابات والانتقادات الإعلامية، أصدر منظمو المهرجان في وقت لاحق اعتذاراً لفرقة ذا ماري والوبرز، وأعلنوا التزامهم بتقديم “تبرع كبير لجهود الإغاثة الإنسانية للشعب الفلسطيني”.
المصدر: الميادين



















