هند رجب، طفلة فلسطينية لم يتجاوز عمرها تسع سنوات، تحوّلت قصتها إلى رمز جديد لمأساة الطفولة في غزة. قُتلت برصاص جيش الاحتلال “الإسرائيلي” في حادثة أثارت موجة واسعة من التضامن، بعدما تناقلت وسائل الإعلام صورها ونداءات استغاثة عائلتها.
هند رجب الفلسطينية التي لم تكن سوى واحدة من آلاف الأطفال الذين دفعوا ثمن الحصار والاعتداءات، لكن قصتها لامست الرأي العام العالمي بعمق، لما حملته من براءة مكسورة ومصير مأساوي.
هذه الحكاية الإنسانية ألهمت صناع السينما لإنتاج فيلم بعنوان “صوت هند رجب” “The Voice of Hind Rajab”، و االذي عُرض في مهرجان البندقية السينمائي الدولي في طبعته الأخيرة. الفيلم يسرد تفاصيل الأيام الأخيرة للطفة في حياة الطفلة هند رجب ، من لحظات اللعب والدفء العائلي، إلى لحظة الرعب التي انتهت بقتلها.
لا يقدم فيلم “صوت هند رجب”، سردًا وثائقيًا فقط ، بل يحاول أيضًا أن يعكس المأساة الأوسع التي يعيشها أطفال غزة، محولًا قصة هند إلى مرآة تعكس وجع الطفولة الفلسطينية.

خلال عرضه في المهرجان، حصد الفيلم تفاعلاً غير مسبوق من الجمهور، حيث استمر التصفيق لأكثر من عشرين دقيقة، في مشهد مؤثر رافقته هتافات مناصرة لفلسطين. ذلك التقدير الفني لم يكن فقط تكريمًا لفيلم سينمائي، بل كان أيضًا اعترافًا بمعاناة إنسانية تتجاوز حدود السياسة والجغرافيا، لتتحول إلى صرخة عالمية ضد الحرب والعنف والاحتلال.
الفيلم أخرجته المخرجة التونسية كوثر بن هنية، وشارك في بطولته كل من سجى قلاني، معتز مليحس، كلارا خوري وعامر حليحل، مستندًا إلى لحظات حقيقية لتجسيد المأساة الإنسانية بعيدًا عن الصور النمطية للحرب.
الفيلم، وهو إنتاج تونسي-فرنسي بدعم من منتجين عالميين بينهم براد بيت وخواكين فينيكس، عُرض لأول مرة في الثالث من سبتمبر 2025، وحظي بأطول تصفيق في تاريخ المهرجان دام أكثر من 23 دقيقة. النقاد والجمهور اعتبروا العمل صرخة فنية وإنسانية في وجه العنف والاحتلال،


















