أوضح نائب وزير المالية الروسي، أليكسي مويسيف، أن النظام المالي العالمي المبني على الدولار لم يعد يعكس الواقع الحالي، في حين يشهد الذهب طلباً متزايداً كخيار آمن للحفاظ على الثروات. جاء ذلك خلال حديثه لموقع RT على هامش مشاركته في منتدى موسكو المالي، حيث توقع أن يواصل الذهب ارتفاعه وقد يصل إلى 35 ألف دولار للأونصة وفق بعض التقديرات.
وأشار مويسيف إلى أن اتفاقيات “بريتون وودز” أسست الدولار كعملة احتياطية عالمية، لكن الخروج من هذا النظام يطرح سؤالاً هاماً: إن لم يكن الدولار، فما البديل؟ وأوضح أن الذهب يبقى الحل الأكثر أماناً.
وأضاف المسؤول الروسي أن الاحتفاظ بالدولار لم يعد وسيلة موثوقة للادخار، مشيراً إلى أن تجديد تصميم العملات الأمريكية بعد عدة سنوات قد يجعل الأوراق النقدية الحالية غير قابلة للصرف، مما قد يدفع البعض إلى حرقها للحفاظ على القيمة.
ويأتي هذا التصريح في وقت تعمل فيه العديد من دول العالم على تقليل اعتمادها على الدولار الأمريكي، نتيجة استخدامه كأداة للعقوبات وارتفاع الدين العام الأمريكي إلى مستويات قياسية، ما يعزز أهمية البحث عن بدائل آمنة مثل الذهب.
أظهرت البيانات الدولية أن الدولار الأمريكي، رغم تراجعه الطفيف في السنوات الخمس الماضية، لا يزال العملة الاحتياطية الأساسية للنظام المالي العالمي. ففي الربع الأول من عام 2025، شكل الدولار نحو 57.7% من احتياطيات النقد الأجنبي العالمية، مقابل 65% قبل عدة سنوات، مع زيادة حصة اليورو واليوان الصيني وبعض العملات الأخرى. ويرتبط هذا التراجع الجزئي بمحاولات بعض الدول تنويع احتياطياتها لتقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي بسبب استخدامه في العقوبات وارتفاع الدين العام الأمريكي.
وعلى صعيد التجارة العالمية، لا يزال الدولار العملة الأكثر استخدامًا في الفواتير التجارية، حيث تُسدد حوالي 54% من التجارة الدولية بالدولار الأمريكي. وتشير التوقعات إلى أن الهيمنة الأمريكية على الاحتياطيات النقدية ستشهد انخفاضًا تدريجيًا خلال العقد المقبل، إلا أن الدولار سيحتفظ بدوره الرئيسي كعملة احتياطية وأداة للتجارة الدولية، مع استمرار بعض الدول في البحث عن بدائل آمنة مثل الذهب والعملات الأخرى لتقليل المخاطر المالية والسياسية.



















