في كلمة له خلال الندوة العلمية التي نظمها المجلس العلمي لجامع الجزائر بعنوان “رسالة المسجد في المجتمع المعاصر”، أبرز الشيخ محمد المأمون القاسمي الحسني، رئيس الرابطة الرحمانية للزوايا العلمية وعميد جامع الجزائر، الدور الحيوي للمسجد في المجتمع، مشددًا على أنه ليس مجرد مكان للصلاة، بل منارة للهدى، ومعقل للتربية والارتقاء الروحي والأخلاقي.
وأشار الشيخ الحسني إلى أن المسجد منذ عهد النبي ﷺ كان مدرسة للتعليم، ومقرًّا للشورى، ومركزًا للتعبئة الروحية والاجتماعية، إلى جانب كونه موضع الركوع والسجود. وأكد أن المسجد يجمع الناس على اختلاف مستوياتهم الاجتماعية والاقتصادية والعلمية، ليكون فضاءً يغرس قيم المساواة، والتواضع، ونكران الذات، ويقوي وحدة الأمة.
وأوضح أن المجتمع المعاصر يواجه تحديات كبيرة، من فراغ روحي وانحسار القيم والأخلاق، إلى ضغوط العولمة والإغراءات الثقافية والإعلامية. ومن هنا، يتوجب على المسجد أن يرتقي بخطابه ليواكب العصر، محافظًا في الوقت نفسه على الثوابت الدينية، مع التركيز على تفعيل الجانب التربوي، الأخلاقي والاجتماعي.
واستعرض الشيخ القاسمي أبرز أولويات المسجد المعاصر، والتي تشمل:
- تزكية النفوس وربط القلوب بالله، من خلال ذكر الله والخشوع وإحياء الإحسان.
- تعزيز الأخلاق العامة، وغرس قيم الصدق والأمانة ومحاربة البغي والفساد.
- خدمة الأسرة والشباب، وتقديم حلول عملية تحفظ كيان الأسرة وتوجه الشباب نحو أهداف سامية.
- تحصين المرجعية الدينية الوطنية، والحفاظ على الوسطية والاعتدال في الدين.
- نشر ثقافة الحوار وأدب الاختلاف، لتوحيد الصفوف ومواجهة خطاب الكراهية والتعصب.
ختم الشيخ كلمته بالتأكيد على أن المسجد اليوم أصبح مشروعًا حضاريًا متكاملاً، يربط بين العلم والدين، والدنيا والآخرة، ويبني الإنسان المؤمن المتوازن، الذي يفيد وطنه ومجتمعه، ويظل المسجد منارة للهداية وحصنًا منيعًا في مواجهة تحديات الحاضر والمستقبل.



















