عاد السياسي الفلسطيني ناصر القدوة، ابن شقيقة الزعيم الراحل ياسر عرفات، إلى الضفة الغربية بعد أربع سنوات من المنفى الاختياري، حاملاً رؤية لإرساء السلام في قطاع غزة تقوم على تحويل حركة حماس إلى حزب سياسي، وإطلاق إصلاحات شاملة في حركة فتح والسلطة الفلسطينية.
وفي حديثه إلى وكالة رويترز ، شدد القدوة على ضرورة استعادة ثقة الشارع الفلسطيني عبر مواجهة الفساد وإجراء إصلاحات جذرية داخل المؤسسات الرسمية، مشيراً إلى أن “الواجب الأول هو استعادة ثقة الناس التي فقدناها، ومن دونها لا فائدة من أي إصلاح”.
وتأتي عودته بعد أن أصدر الرئيس محمود عباس عفواً عن أعضاء «فتح» المطرودين، ما أعاد القدوة إلى صفوف الحركة التي أسسها خاله. وقد غادر الرجل الضفة عام 2021 بعد خلاف انتخابي مع عباس على خلفية ترشحه بقائمة مستقلة.
عودة القدوة تتزامن مع ضغوط دولية لإصلاح السلطة الفلسطينية وتمكينها من لعب دور في غزة بعد الحرب الأخيرة، في وقت تُطرح فيه تصورات لتشكيل لجنة فلسطينية من التكنوقراط بإشراف دولي لإدارة القطاع ونزع سلاح حماس.
ويطرح القدوة تصوراً يعتمد على منح حماس فرصة “للتحول السياسي إلى حزب مدني”، مقابل ضمانات بعدم الملاحقة أو الإقصاء، مع إشراك عناصرها في قوة شرطة جديدة. كما دعا إلى تشكيل مجلس مفوضين فلسطيني لإدارة غزة بغطاء دولي، مع الإبقاء على الصلة السياسية بين القطاع والضفة.
وأكد أن الحكم في غزة لا يمكن أن يعود إلى السلطة بصيغتها الحالية، بل إلى نظام فلسطيني متجدد، قادر على استعادة الشرعية وتنظيم انتخابات عامة هي الأولى منذ عام 2006.
ويرى محللون فلسطينيون أن القدوة، بما يمتلكه من علاقات عربية ودولية، قد يلعب دوراً محورياً في أي ترتيبات سياسية قادمة تخص غزة، غير أن نجاح هذه المقاربة – بحسب المحلل هاني المصري – “يتوقف على وجود توافق حقيقي بين حركتي فتح وحماس، لأن شخصاً واحداً لا يستطيع قيادة هذه المرحلة بمفرده”.
(المصدر: رويترز)


















