يشير أخصائيو الصحة النفسية في قطاع غزة إلى أن السكان يمرون بحالة غير مسبوقة من الانهيار النفسي، وصفها بعضهم بأنها “بركان من الصدمات”، بعد العمليات العسكرية الإسرائيلية المدمرة التي استمرت نحو عامين. وتفاقمت هذه الحالة بشكل واضح منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في أكتوبر الماضي.
وبحسب السلطات الصحية المحلية، فإن القصف والاجتياحات المتكررة أدت إلى مقتل أكثر من (68 ألف شخص)، إضافة إلى نزوح مئات الآلاف وانتشار الجوع، ما جعل كل فرد من سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة متأثرًا بشكل أو بآخر بتداعيات الحرب.
وأوضح الدكتور عبد الله الجمل، مدير مستشفى الطب النفسي في غزة، أن المستشفى يشهد تدفقًا غير مسبوق من المرضى الباحثين عن علاج نفسي، مشيرًا إلى أن “الهدنة كشفت حجم الانفجار الداخلي من المعاناة المكبوتة”. وأضاف أن الوصمة الاجتماعية المرتبطة بزيارة الطبيب النفسي تلاشت تقريبًا، إذ بات الناس يتحدثون بصراحة عن مشاكلهم النفسية.
ويعمل الجمل وزميله في ظروف صعبة، بعد أن تضرر مبنى المستشفى بشدة واضطرا لنقل الخدمات إلى عيادة قريبة. وأوضح أن أكثر من مئة مريض يزورون العيادة يوميًا في غرفة واحدة يتناوب فيها طبيبان، ما يحد من الخصوصية ويجعل تقديم الخدمات “مهينًا” في بعض الأحيان.
من جانبها، قالت نيفين عبد الهادي، الأخصائية النفسية في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، إن الأطفال يشكلون الفئة الأكثر تأثرًا، حيث تنتشر بينهم حالات الذعر الليلي وسلس البول وعدم التركيز، مضيفة أن “الطفل الغزي يعاني من كل شيء… من الجوع، من فقدان المسكن، ومن غياب أبسط مقومات الحياة”. وتقدم الجمعية أنشطة ترفيهية ونفسية تشمل الألعاب والقصص للتخفيف عنهم.
يُذكر أن وقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر 2025، بعد حرب اندلعت إثر هجوم نفذته حركة حماس على بلدات إسرائيلية في السابع من أكتوبر 2023، وأدى إلى مقتل نحو 1200 شخص وفق الإحصاءات الإسرائيلية، وسط استمرار انتهاكات متفرقة للهدنة.
المصدر: رويترز



















