كشف تقرير أعدته مؤسسة World Population Review حول متوسط عدد الكتب المقروءة سنويًا حسب الدولة، والمُحدَّثة خلال عام 2025، عن صورة مركّبة لأنماط القراءة في العالم العربي، تتقدّمها مصر إقليميًا، مقابل تراجع ملحوظ في عدد من الدول، من بينها الجزائر، ضمن تصنيف عالمي لا يزال تهيمن عليه الدول المتقدمة.
على المستوى العربي، تصدّرت مصر القائمة بمتوسط 5.41 كتابًا للفرد سنويًا، أي ما يعادل نحو 121 ساعة قراءة سنويًا، وهو أعلى رقم عربي مسجّل في هذا التصنيف. ويعكس هذا المعدل حضورًا نسبيًا للقراءة في المجتمع المصري، مع احتساب الكتب الورقية والإلكترونية والمسموعة ضمن منهجية القياس المعتمدة من المؤسسة.
في المقابل، تُظهر البيانات أن الجزائر تسجّل متوسطًا يقارب 2.83 كتابًا سنويًا للفرد، أي ما يناهز 65 ساعة قراءة في العام، وهو رقم يضعها دون المتوسط العربي العام، ويكشف عن فجوة واضحة مقارنة بمصر وبعض الدول العربية الأخرى مثل لبنان، الأردن، البحرين وسوريا، التي تتراوح معدلاتها بين 3 و3.6 كتب سنويًا.
وتشير هذه الأرقام إلى أن القراءة في العالم العربي غير متجانسة، وتتأثر بعوامل متداخلة تشمل السياسات الثقافية، البنية التعليمية، انتشار المكتبات، وأسعار الكتب، إضافة إلى التحولات الرقمية التي لم تُترجم بالضرورة إلى زيادة فعلية في القراءة العميقة.
عالميًا، يبرز الفارق بشكل أوضح؛ إذ تتصدر الولايات المتحدة التصنيف بمتوسط 17 كتابًا سنويًا (نحو 357 ساعة قراءة)، تليها الهند (16 كتابًا)، ثم المملكة المتحدة (15 كتابًا)، بينما تكمل فرنسا وإيطاليا المراكز الخمسة الأولى. ويعكس هذا الترتيب ارتباط القراءة بمنظومات تعليمية راسخة، وصناعة نشر قوية، وثقافة عامة تشجّع على القراءة المنتظمة.
وتعتمد هذه المعطيات على تصنيف World Population Review لعام 2025، الذي يُعدّ من المؤشرات المقارنة الحديثة في رصد سلوك القراءة عالميًا، مع التأكيد على أن الأرقام تعبّر عن متوسطات تقريبية لا تلغي الفوارق الداخلية داخل كل مجتمع.
جدير بالذكر تعتبر World Population Review منصة ومؤسسة بحثية تهتم بتجميع وتحليل البيانات الإحصائية العالمية المتعلقة بالسكان، التنمية، الاقتصاد، التعليم، والصحة، إضافة إلى مؤشرات اجتماعية وثقافية مثل متوسط عدد الكتب المقروءة سنويًا، معدلات الأمية، والفقر، والدخل الفردي، وتعد مصدرا موثوقا للبيانات العالمية تعتمد عليه مصادر رسمية مثل الأمم المتحدة، البنك الدولي، ومنظمات دولية وإقليمية.


















