في خطوة تُعيد ملف الطاقة إلى واجهة المشهد اللبناني، أكد الرئيس اللبناني جوزف عون أن توقيع مذكرة التفاهم مع مصر لتزويد لبنان بالغاز الطبيعي من شأنه رفع القدرة على إنتاج الطاقة الكهربائية، في بلد أنهكته العتمة أكثر مما أنهكته الخطب السياسية.
وجاءت تصريحات عون خلال لقائه وزير البترول والثروة المعدنية المصري كريم بدوي، الذي شدد على استعداد القاهرة لتقديم دعم شامل للبنان، اعتمادًا على خبرتها وإمكاناتها في مجالات استكشاف الغاز واستخراجه ونقله وتوزيعه، بما يفتح آفاق تعاون أوسع بين البلدين في قطاع الطاقة.
وبحسب وسائل إعلام لبنانية، تنص مذكرة التفاهم على تزويد لبنان بالغاز الطبيعي المصري لتغطية جزء من احتياجاته الطاقوية، ما يسمح بزيادة إنتاج الكهرباء عبر معامل تعمل بالغاز، وتحسين التغذية الكهربائية التي تعاني عجزًا مزمنًا منذ سنوات.
ويشمل الاتفاق جوانب فنية ولوجستية تتعلق بآليات التوريد، وشروط التسعير التفضيلية أو المدعومة، إضافة إلى ربط الإمدادات بمسار “خط الغاز العربي” الذي يُعد شريانًا إقليميًا لنقل الغاز بين دول المنطقة.
وأكد الوزير كريم بدوي أن مصر مستعدة لتقديم كل أشكال الدعم الفني، من تطوير الحقول إلى بناء البنية التحتية اللازمة، مستندة إلى تجربتها المتقدمة في قطاع الغاز خلال السنوات الأخيرة.
ويأتي هذا التحرك استكمالًا لمسار سابق لتوريد الغاز المصري إلى لبنان عبر سوريا، في محاولة للتخفيف من النقص الحاد في إنتاج الكهرباء، أحد أبرز أسباب الغضب الشعبي والانهيار الخدمي في البلاد.
كما يعكس الاتفاق رغبة مصر في تعزيز دورها كلاعب محوري في سوق الطاقة الإقليمي، مستفيدة من موقعها كبوابة لتسييل وتصدير الغاز نحو دول المشرق وأوروبا، بينما يأمل اللبنانيون أن تتحول هذه الوعود هذه المرة إلى كهرباء لا تنقطع مع نشرة الأخبار.
المصدر: RT
















