المخزن و الصهيونية

على مدى ستين عاما أي ستة عقود من تاريخ الشعبين في الجزائر و المغرب الأقصى حكم حكام و تصرفوا في شؤون البلدين. لست هنا للتأييد أو التنديد بقدر ما من أجل تعميم الفائدة.
منذ 1961 لم يعرف الإخوة في مراكش بكل ما فيها إلى حاكمين إثنين الحاكم الحالي و أباه قبله، في الجزائر بكل ما فيها تناوب عشرة حكام بين رئيس جمهورية و رئيس دولة و مجلس أعلى للدولة .

إن أهم سبب لوجود الحاكم في الجزائر كان الشرعية الثورية و حكم من دون زعامة و لا تقديس لشخصية و لا لجماعة هل كان الحكام منذ 1962 في الجزائر في غاية العدل و الإنصاف و القدرة و الكفاءة ؟ الذي يقول بهذا عليه أن يراجع عقله و مروءته ، حيث لطالما أكد رؤساء هذه البلاد أنهم يخطئون و يصيبون فإذا كانت الأخطاء كثيرة في تسيير الشأن العام فإن توافقا كبيرا كان بإستمرار بين القيادة و الجماهير في ما يتعلق بالمبادئ الكبرى من احترام للحدود مع الدول المجاورة ، و الحق في تقرير مصير الشعوب ، و العمل على إشاعة السلام و المحافظة عليه و الابتعاد عن التكتلات المتصارعة .

عدم وجود خريطة واضحة لهذه المؤسسة الحاكمة في الرباط:

في المقابل و منذ 1961 و ما قبله حكم أشخاص كل من سلطنة فاس و شعب الريف و بقية البلاد في ما يعرف الآن بالمملكة المغربية التي تم الإعلان عنها في 1957 عن طريق الانتساب للسيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها رغم يقيننا من أن هذا لا أصل له شرعا و لا وضعا إلا أن الأخطر كان و لا يزال اعتبار سكان تلك البلاد خداما و ليس رعايا ناهيكم عن كونهم من المواطنين ، هذا ليس تحليل أو رأي لكنه كان دائما في نصوص السلطنة في فاس أو في الرباط .
إن أخطر ما يؤكد على إمكانية وقوع أي تهديد للأمن باستمرار في منطقتنا هو عدم وجود خريطة واضحة لهذه المؤسسة الحاكمة في الرباط فهي لا تعترف بحقوق الشعوب المحيطة بها و قبل ذلك بالشعوب التي تشكل المملكة حاليا أي : شعب الريف ، شعب سلطنة فاس بالإضافة إلى الشعب المراكشي.

الوضع نفسه للكيان الصهيوني:

هذا الوضع نفسه بالنسبة لإسرائيل فلا وجود لحدود لدولتهم منذ تأسيسها على الأراضي الفلسطينية منذ 1948 .
التشابه الثاني هو في تقديس العرق و ليت هذا كان صحيحا فالأسرة الحاكمة في الرباط تسلك نفس طريق الاستعلاء العرقي للإسرائيليين فهؤلاء يعتقدون بأنهم شعب الله المختار و الحكام في الرباط يصرحون بأنهم من ذرية شريفة و الباقي خدام .
أما الأساس التاريخي للمؤسستين أي الصهيونية و المخزن فكل منهما أسسه و أشرف عليه الإستعمار الرأسمالي فإسرائيل تأسست من خلال إرادة بريطانية مدعومة من الولايات المتحدة أساسا على قاعدة أرادها مجلس الأمن في 1947 ،أما فيما يتعلق بمؤسسة المخزن فإن المقيم الفرنسي منذ 1912 كان الحاكم الفعلي لسلطنة فاس ثم شعب الريف بعد نهاية ثورته المجيدة وكذا بقية الأراضي التي تشكل المملكة حاليا فالمقيم الفرنسي (ليوطي) هو الذي أوجد أسس هذا النظام و جهزه ليسيطر على شعب الريف و ما كان يعرف (أراض السيبة) .
إن الوضع شديد الخطورة حينما يعلن عن تحالف بين كيانين لا حدود واضحة لأراضيهما و يجمع بينهما النهج العنصري و الارتباط العضوي بالاستعمار الرأسمالي .
و الطيور على أشكالها تقع .
و إلى ملاحظات اخرى .

Exit mobile version