نشر الاخبار الموجهة في المكان والزمان , واستعمالها كأداة ضغط ونشر البلبلة اصبح عملة رائجة لدى بعض الدوائر المعادية للجزائر.
فالخبر الإعلامي اصبح يستعمل كسلاح نوعي فيما بات يعرف بالـ “الحرب الناعمة” , وفي حقيقة الامر هو قوة خشنة فتاكة أحيانا, حيث تستعمل من دول استعمارية لغرض فرض السيطرة او للاستفادة من مصالح معينة.
والخرجة الأخيرة لقناة “الحرة ” التابعة للمؤسسة الأمنية “البنتاغون” الأمريكي, جاءت في سياق كشف مرة أخرى حرب المصالح الخفية التي تدار ضد الجزائر.
وقد قامت بحر الأسبوع الفائت قناة “الحرة” ببث تصريح نسب للسيناتور الجمهوري “ماركو روبيو”, حيث تم تقديمه بصفته القديمة كـ”نائب رئيس لجنة الاستخبارات الامريكية”, والذي طالب حسب القناة بتسليط عقوبات على الجزائر بسبب شراء الأسلحة من روسيا الفيدرالية تطبيقا لقانون 2017.
تقديم السيناتور “روبيو” بصفة “نائب رئيس لجنة الاستخبارات الامريكية”, طبعا لم يتم عبثا , وهي محاولة ضغط مستترة مارستها منصة “الحرة” الإعلامية تجاه الجزائر.
“ماركو روبيو”, المنتمي لحزب “الشاي” (Tea Party) المنضوي تحت الحزب الجمهوري الأمريكي, وقد عرف هذا السيناتور من قبل بعدائه لكل من كوبا و كوريا الشمالية و سوريا, كما انه لا يخفي ارتباطه بالكيان الصهيوني,.
وقد عبر “ماركو روبيو”, عن أفكاره وتوجهاته بكل صراحة, من خلال كتابه الصادر في 2013 والذي يحمل عنوان “ابن الولايات المتحدة الأمريكية”.
تصريحات “ابن الولايات المتحدة الأمريكية” عبر قناة تلفزيونية في هذا الوقت بالذات لم تأت عبثا, وخاصة عندما نعلم انها جاءت متزامنة مع لقاء اجراه رئيس اركان الجيش الجزائري “السعيد شنڤريحة”, مع السفيرة الامريكية في الجزائر “اليزابيث مور أوبين”.
تسلح الجيش الجزائري بأسلحة روسية , ليس سرا عسكريا ولا يمثل سبقا صحفيا, فالعام والخاص يعرف ذلك, وحتى مبلغ 11مليار دولار أمريكي لاقتناء أسلحة من روسيا بين 2021 و 2022 لا يمكن ان يشكل فزاعة لأمريكا .
موقف الجزائر السياسي تابت وشفاف ومعروف للجميع العدو قبل الصديق, كما ان الحق المطلق للجزائر في استرجاع مكانتها الطبيعية كقوة إقليمية متوسطية افريقية يمكن ان يدفع بعض الأطراف واللوبيات الى محاولة التشويش.
ولكن ما لا ترغب فيه أمريكا حاليا هي زيارة تبون لموسكو كنوع من فك لحصار بوتين عالميا و خاصة بعد الهالة الإعلامية الاستخباراتية التي تقودها أمريكا و بريطانيا في أرض المعركة بأوكرانيا مسوقتان لتراجع الجيش الروسي ميدانيا.
من جهة أخرى ترغب الإدارة الامريكية ان لا يكون لفرنسا و بريطانيا أي دور في محاربة الإرهاب بالساحل و ان يكون هذا الامر خالصا للجزائر و قطع الطريق عن تغلغل “فاغنر” في أفريقيا.
الخيارات “الجيوستراتيجية” للجزائر الجديدة قد تم الإعلان عنها بصوت عال, اما سياسة الاملاءات والضغوط, فطريقها مسدود يا “ابن الولايات المتحدة الأمريكية”.
ربما الأيام القادمة تعجل بدخول الجزائر بثقلها في التموقع الجديد لعالم متعدد الأقطاب و هذا ما استشعره الكثيرون .