“الإنجليزية” اللغة الجديدة في الجزائر

ستعرف الجزائر ابتداءا من هذه السنة قفزة نوعية في مجال التعليم, من خلال ادراج اللغة “الإنجليزية” كلغة أجنبية جديدة في الطور التعليمي الابتدائي.

انطلق الموسم الدراسي الجديد 2022-2023, ومعه توجه 11مليون تلميذ من كل الاطوار( الابتدائي-المتوسط-الثانوي) الى مقاعد الدراسة , لكن هذا الموسم ليس ككل المواسم حيث تم لأول مرة ادراج “الإنجليزية” كلغة اجنبية اجبارية لمدة 45 دقيقة في الأسبوع , ابتداءا من السنة الثالثة من الطور الابتدائي (التلاميذ الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و 9 سنوات).

سابقا كانت اللغة الإنجليزية تدرس اجباريا ابتداءا من السنة الأولى متوسط ( أعمار 12-13 سنة), لكن الموسم الدراسي الحالي, حمل سياسة تعليمة جديدة من خلال كسر الهيمنة المطلقة التي كانت الفرنسية تتمتع بها كلغة اجنبية.

هذه السياسة التعليمية الجديدة, قد تم الإعلان عنها في جوان 2022, من قبل رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون , خلال اجتماع لمجلس الوزراء , وبعد دراسة عميقة، للخبراء والمختصين, امر تبون  باعتماد اللغة الإنجليزية كلغة اجنبية بدءا من الطور الابتدائي.

وكان هذا الاجتماع قد حمل مخرجات تضمنت ورقة طريق السياسة التعليمية , من خلال ثلاث نقاط أساسية:

  1. ضرورة مراجعة البرامج التعليمية، بالاهتداء، بالروح التربوية، منهاجا، كوّن أجيالا من المتفوقين، منذ الاستقلال، وفي مختلف التخصصات.
  2. منع مراجعة البرامج التعليمية، خلال المواسم الدراسية، منعا باتا, على ان تكون المراجعة، وفق أهداف مسطرة ومحددة، تعتمد بالأساس على نتائج التعليم التربوي، مع تحديد رزنامة لا تقل، عن عامين أو ثلاثة لتنفيذها.
  3. اطلاق فوري لاستشارة واسعة بين الفاعلين، في قطاع التربية، للخروج بنظرة موحدة، حول ظاهرة ثقل المحفظة المدرسية، واعتمادها مباشرة.

ولم يخف الرئيس الجزائري دفاعه على “الإنجليزية” كلغة اجنبة ثانية, فقد أشار خلال خطاب له “الفرنسية غنيمة حرب لكن الإنجليزية هي اللغة الدولية” , معلنا بذلك وضع حد للاحتكار الذي كانت الفرنسية تنعم على السن الجزائريين..

وقد عرف التجسيد القرار الرئاسي, بأدراج اللغة الإنجليزية في المنهاج التعليمي خطوات سريعة , من خلال ما كشفت عليه وزارة التربية الوطنية في الجزائر, حيث اطلقت عملية توظيف 5000 أستاذ بنظام التعاقد لتدريس مادة اللغة الإنجليزية.

وفي تصريح ل ”واج” قال بوعلام بن لعور، مفتش بالمفتشية العامة لوزارة التربية، أن عدد المترشحين لهذه المناصب فاق 60 ألف مترشح على المستوى الوطني” مكدا ان  ” ترتيب وانتقاء أساتذة هذه المادة ستتم بالأرضية الرقمية مما يسمح بضمان “المساواة والشفافية التامة في التوظيف”.

وأبرز ذات المسؤول ، معايير اختيار الأساتذة المترشحين لشغل هذا المنصب أهمها الحصول على شهادة ليسانس في اللغة الإنجليزية أو الترجمة من وإلى اللغة الإنجليزية.

وقد تلت هذه الخطوة طبع تأليف و إعداد “كتابي للإنجليزية” “My book of English” , والذي اعتمدته وزارة التربية لتدريس اللغة الإنجليزية, حيث تم الإعلان في سبتمبر 2022, على طبع 1.5 مليون كتاب خاص بالسنة الدراسية 2022-2023.

“كتابي للإنجليزية” بسعر 180دج, والذي سيتم تسويقه عبر 34 نقطة بيع على المستوى الوطني تابعة للديوان الوطني للمطبوعات المدرسية, إضافة إلى أكثر من 1400 مكتبة معتمدة.

هذه الخطوات جعلت من مناسبة سنة الاحتفال بـ”ستينية الاستقلال ” في الجزائر ,جعلت منها  سنة دراسية عرفت ثورة لغوية جديدة بأدراج اللغة الدولية الأكثر تداولا في نهجها التعليمي.

لغة جديدة لجزائر جديدة , ستحمل لقادم الأجيال الجزائرية افقاً افضل, من خلال الانفتاح على عالمٍ أوسع.

Exit mobile version