الأزمة الجزائرية ،الفرنسية حركت كل المؤسسات و كذا أصبحت حديث العام و الخاص في كلا الضفتين، إذ يدور نقاش قوي في سرايا البرلمان الجزائري حول مشروع تجريم الاستعمار.
هناك في الضفة الأخرى كان الجمعية الوطنية (الغرفة السفلى للبرلمان الفرنسي) و بدعوة من الحزب الشيوعي الفرنسي لقاء مع بعض من يحملون الجنسية الجزائرية ببدلة الرابطة للدفاع عن حقوق الإنسان و النقابة المستقلة snapap.
إن البرلمانيين الفرنسيين أصحاب الدعوة لهذا اللقاء يدركون محدودية هؤلاء فكريا و حتى من ناحية المستوى و يعرفون كذلك مسار كل واحد منهم،لكن ما لا يعرفه الكثيرون، فرئيس السناباب رشيد مالاوي الذي يوصف بحداد بيس في تكسير الفرنسية و العبط الفكري لم يكن له أن يتلقى دعوة من هذه الجهة البرلمانية لولا وساطة ابيه الروحي شويشة قدور الذي هو عضو في الحزب الشيوعي الفرنسي و احد مؤيدي المرحلة الانتقالية في الجزائر إبان الحراك المنحرف .
و من هنا تجدر الإشارة ان هناك توافق وثيق بين الذهنية النابولية التي تجتاح فرنسا بعد تراجع دورها في مستعمراتها السابقة و كذا أمام القوي الاقليمية و بين السلفية السياسية التي تطغي على المشهد لدى كثير من المخلفات الايديولوجيا ظاهرا و الولاء للمستعمر باطنا بمتلازمة ستوكهولم.
قد تكون الاشادة بالعداء للجزائر من خلال تبني افكارا لمسؤول سياسي فرنسي لمهاجمة منظومتها السياسية و رأي غالبية شعبها أخطر وقعا من الاشادة بالإرهاب الذي يعاقب عليه القانون الجزائري بشدة و حزم، و لهذا على السلطات في الجزائر من خلال مؤسساتها و مختلف مكوناتها ان تعمق النقاش فيما يخص الفرق بين المعارضة للنظام و بين قدسية الجزائر و عدم الضرر بمصالحها العليا
فلا يفسر المواطن البسيط دعوة بعض الابواق للتدخل الأجنبي في معاقبة الجزائر الا وهنا للقيادة في البلاد، و هذا لا يمكن أن يكون مقبولا.