عن صعود وانهيار القوة الناعمة المصرية احدثكم !!

بقلم أنس دنقل
الواقعة الاولي:
نهايات الاربعينات من القرن الماضي..اجتماع مجلس جامعة فؤاد الاول..القاهرة حاليا..يراس الاجتماع..عميد الادب العربي..طه حسين..يحضر الاجتماع ليسجل وقائعه بصفته ..امين عام الجامعة..صادق باشا..والد الملكة ناريمان..ملكة مصر والسودان..تدور المناقشات العلمية في الاجتماع بين السادة اعضاء مجلس الجامعة .. اعضاء هيئة التدريس..
يتدخل معلقا..امين عام الجامعة صادق باشا..يقاطعه الدكتور طه حسين: اسكت ياصادق..ما انت هنا .. إلا كبير للكتاب!!
حاليا ..رئيس اي جامعة..يركع ويسجد ركعتي شكر..اجلالا واحتر اما لمولاه ولي نعمته.. مسؤوله الامني ..من دشنه مرشدا ..تابعا.. اوحي بتزكيتة للمنصب.. ليصير علي عباد الله عينا ومرشدا امنيا يأتمر بأمرهم !!
اي عضو هيئة تدريس بالجامعة – مهما علا شانه – لايستطيع مغادرة البلاد.. حتي للدراسة ..الا بعد الحصول علي موافقة مسؤول الامن ..من يعين وينهي خدمات كل العاملين ..ربهم الاعلي !!
دنيا الحانوتي فيها بيسكر علي حساب صاحب المحل!!
الواقعة الثانية:
ستينات القرن الماضي..اعلان استقلال دولة الجزائر الشقيق..وفد رسمي ..علي اعلي مستوي برئاسة المشير عامر نائب القأئد الاعلي للقوات المسلحة للمشاركة في الاحتفالات بعيد تحرير الجزائر..
علي طائرة المشير..يسافر المطرب الاشهر..عبدالحليم حافظ..الطائرة تهبط مطار الجزأئر..يفاجا المشير من نافذة الطائرة .. بمظاهرة حب بالمطار ..فتيات.. شباب اطفال ..شيوخ ..ورود.. موسيقات شعبية ..بالونات..
ينتشي المشير..يهمس لاقرب مرافقيه: شوف ..الشعب الجزائري..ازاي ..بيحب القيادة المصرية!!
لحظات..يهبط المشير ارض المطار..بعده بخطوات..ينزل عبدالحليم حافظ..الجماهير الغفيرة..تتدافع لتحتضن حليم ..قبلات..رفع علي الاعناق هتافات .. تاركة المشير وصحبه الميامين لبروتوكولات الاستقبالات الرسمية الفاترة …انها قوة مصر الناعمة ايامها..
اليوم لو ارسلنا مطربنا الاول لاحدي العواصم العربية..من نرسل ؟ شعبان عبدالرحيم_اسف مات_ حموبيكا ولا توجا وارتيكا.. عبدالباسط حموده..نمبر ون ؟!!
لو طلبوا منا ارسال احد عقولنا المفكرة…من نرسل ؟! احمد موسي..عمرو اديب..الديهي؟؟!!
عقول مصر المفكرة..محاصرة.. في الداخل والخارج محاطة بقوي الجهل والتخلف وعصا الانظمة الغليظة وقاعدة تجريم الفكر ..فمن يجرؤ ان يفكر؟!!!
Exit mobile version