إرث من التضامن: الجزائر وإيران في لقاءات تتجاوز الزمن

قال تقرير لموقع “Tehrantimes” أن الزيارة الهامة إلى الجزائر، لوزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الى الجزائر، تم التأكيد على العلاقات التاريخية والصلبة بين البلدين والتعاون المستمر في القضايا الإقليمية.حيث تم التركيز على القضايا الفلسطينية، وقد أدان الجانبان التوسع الإسرائيلي في فلسطين ودعوا إلى تحرك دبلوماسي إسلامي لوقف الإبادة الجماعية. كما ناقش الجانبان تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري، خصوصًا في مجالات الطاقة المتجددة والتكنولوجيا، وأكد الطرفان على أهمية دعم إيران للانضمام إلى مجموعة بريكس. بالإضافة إلى ذلك، شدد العراقجي على أهمية استغلال الإمكانيات الاقتصادية غير المستغلة بين البلدين، وذكر أهمية التنسيق في المنظمات الدولية مثل منظمة التعاون الإسلامي للضغط على إسرائيل.

وقد قال التقرير أن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الذي يقود وفدًا رفيع المستوى إلى الجزائر، عقد يوم الخميس محادثات هامة مع نظيره الجزائري أحمد عطاف، مؤكدًا الرؤية المشتركة بين البلدين من أجل استقرار المنطقة وتعزيز التعاون الثنائي. حيث تميز الاجتماع بتبادل الثناء على عقود من التضامن بين البلدين، مع التأكيد على الدعوات العاجلة للتصدي لـ “التوسع غير القانوني” لنظام الاحتلال الإسرائيلي في غرب آسيا، وتحفيز الدبلوماسية الإسلامية لوقف الإبادة الجماعية في فلسطين.

وقال عراقجي لدى وصوله إلى الجزائر العاصمة: “علاقات إيران والجزائر تاريخية، قوية ومتجذرة بعمق”، مشددًا على توافق البلدين في معالجة الأزمات الإقليمية.

وأضاف: “لقد وقف إخواننا الجزائريون ثابتين إلى جانب إيران خلال المراحل التاريخية الحاسمة واتخذوا خطوات مشرفة لتحسين ديناميكيات المنطقة”.

وأشاد بموقف الجزائر “المبدئي والقوي” بشأن فلسطين، وهو موضوع متكرر في المحادثات.

واشار التقرير أن عطاف قد رحب بالوفد الإيراني بحرارة، واصفًا العلاقات الثنائية بأنها “شراكة نموذجية”، مؤكدًا استعداد الجزائر لتوسيع التعاون في جميع المجالات. كما استعرض الوزيران التقدم الذي تحقق في التعاون السياسي والاقتصادي، والذي شهد ازدهارًا في السنوات الأخيرة بفضل المشاريع المشتركة في البنية التحتية والتعاون في قطاع الطاقة.

كما تناولت المحادثات تصاعد العنف من جانب نظام الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين المحتلة، حيث أدان عراقجي التواطؤ الغربي مع فظائع تل أبيب.

وقال: “تطبيع جرائم هذا النظام يشكل أخطر تهديد للسلام والسيادة والقانون الدولي”، داعيًا الدول الإسلامية إلى التوحد دبلوماسيًا ضد “التطهير العرقي والتهجير القسري في غزة”.

وأكد عطاف هذه المخاوف، مشددًا على جهود الجزائر كعضو غير دائم في مجلس الأمن الدولي لبناء توافق عالمي ضد العدوان الإسرائيلي.

وقال: “تظل الجزائر ملتزمة باستخدام المنصات متعددة الأطراف لدعم السلام الدولي”، مشيرًا إلى المبادرات الأخيرة للأمم المتحدة لإدانة قصف إسرائيل لقطاع غزة والمستوطنات غير القانونية.

وشدد عراقجي على استعداد طهران لتطوير العلاقات، لاسيما في مجالات التجارة والتكنولوجيا. وقال: “العلاقة السياسية بيننا نموذجية، ولكن يجب علينا الاستفادة من الإمكانيات الاقتصادية غير المستغلة”، مشيرًا إلى المفاوضات الجارية من أجل اتفاقية تجارة تفضيلية.

وأكد عطاف دعم الجزائر لطلب إيران الانضمام إلى مجموعة بريكس، معتبرًا أن ذلك خطوة نحو “مكافحة الأحادية” في الحكم العالمي.

وأدان الوزيران احتلال إسرائيل للأراضي السورية واللبنانية، محذرين من أن انعدام الأمن الإقليمي قد يؤدي إلى تصعيد أوسع في النزاع. كما تعهدا بتكثيف التنسيق الدبلوماسي في المنظمات الدولية، بما في ذلك منظمة التعاون الإسلامي، للضغط على إسرائيل للامتثال لقرارات وقف إطلاق النار.

إحياء الشراكة التاريخية

تقرير “Tehrantimes” ذكر أن اجتماع  الطرفان الجزائري و الايراني يستند  إلى إرث التضامن المناهض للاستعمار. كأعضاء مؤسسين في حركة عدم الانحياز، طالما دافعت إيران والجزائر عن حق الفلسطينيين في تقرير المصير والتعاون بين الجنوب والجنوب.

و أشار كاتب المقال أن  هذا التحالف قد حصل على زخم جديد، تجسد في زيارة الرئيس إبراهيم رئيسي التاريخية إلى الجزائر في مارس 2024، وهي الزيارة الأولى من نوعها لرئيس إيراني منذ 14 عامًا، والتي أولت اهتمامًا خاصًا بالتعاون في مجال الغاز ضمن منتدى الدول المصدرة للغاز (GECF) وتطوير البنية التحتية. وقد ازدهرت الروابط الاقتصادية، حيث شهدت واردات الجزائر من المنتجات البتروكيماوية والصيدلانية الإيرانية زيادة ملحوظة.

وقال الكاتب ان الاتفاقيات الثنائية الأخيرة الآن تمتد  إلى الطاقة المتجددة والتبادلات الأكاديمية، مما يعكس التزام البلدين بالتنمية المستدامة. ويشير المحللون إلى أن الدور الاستراتيجي للجزائر في اتحاد المغرب العربي يوفر لإيران بوابة لتوسيع تجارتها عبر شمال إفريقيا، مع إشارات إلى تعزيز التنسيق الدفاعي من خلال التدريبات البحرية المشتركة التي أُجريت في 2023.

 

Exit mobile version