كيف تستخدم واشنطن الجزائر كورقة ضغط على أوروبا ؟

تحت عنوان “كيف تستخدم واشنطن الجزائر كورقة ضغط على أوروبا”، تطرّق موقع Algeriepatriotique إلى تحليل معمّق لما يعتبره استراتيجية أمريكية متدرجة لاختراق المنظومة الطاقوية الجزائرية، واستخدامها كأداة جيوسياسية للضغط على القارة الأوروبية في مرحلة ما بعد القطيعة مع روسيا.

ويُبرز المقال أن ما يُسوَّق على أنه تعاون طاقوي بين الجزائر والولايات المتحدة، لا يعدو أن يكون واجهة لتغلغل أمريكي ناعم يستهدف إعادة تشكيل خارطة النفوذ الطاقوي في منطقة البحر الأبيض المتوسط وشمال إفريقيا. فبالنسبة لواشنطن، لم تعد الجزائر مجرد مورد للطاقة، بل تحوّلت إلى محور استراتيجي ضمن خطة أشمل تهدف إلى إعادة توزيع مسارات الغاز وتحجيم الخيارات الأوروبية.

كما يشير المقال إلى أن الاتفاقات الموقعة بين واشنطن وسوناطراك تمنح الأمريكيين نفاذًا غير معلن إلى القرار الطاقوي الجزائري، عبر شراكات تقنية، وامتيازات لوجستية، وموطئ قدم دائم في قلب البنية التحتية للطاقة في البلاد. ويذهب التحليل إلى أن هذا التموقع لا يهدف فقط إلى ضمان الإمدادات، بل إلى فرض معايير تشغيلية وتكنولوجية تتماشى مع الرؤية الأمريكية.

ويحذر المقال من أن مشروع أنبوب الغاز العابر للصحراء (نيجيريا – النيجر – الجزائر) قد يتحوّل إلى ممر استراتيجي متعدد الأبعاد، يخدم مصالح تتجاوز الجزائر والقارة الإفريقية، ويفتح الباب أمام مراقبة أمريكية غير مباشرة لمسارات الطاقة والاتصالات وحتى التحركات العسكرية في المنطقة.

في خلاصة التحليل، يرى الموقع أن ما يبدأ كشراكة اقتصادية قد يتطور إلى نمط من التبعية المقنّعة، تُفرغ السيادة الطاقوية الجزائرية من مضمونها، وتضع قراراتها الاستراتيجية في مهب مصالح لا تُبنى في الجزائر، بل تُصاغ في واشنطن.

Exit mobile version