إسبانيا ستلتزم هدف الناتو بإنفاق 2% من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع هذا العام

أعلن رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، يوم الثلاثاء أن بلاده ستلبي هدف حلف شمال الأطلسي “الناتو” المتمثل في تخصيص 2% من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع في وقت أبكر من الموعد المحدد سابقًا في عام 2029. حيث كان الإنفاق على الدفاع في إسبانيا قد بلغ 1.3% فقط في عام 2024، مما يجعلها الأقل بين دول الناتو.

وتعرضت إسبانيا والدول الأوروبية الأخرى لضغوط من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يدفع حلفاء الناتو لزيادة الإنفاق العسكري إلى 5%، كما يعبر عن عدم رغبته في الاستمرار في تمويل الحرب في أوكرانيا. وقال سانشيز إنه سيحقق الهدف من خلال إنفاق إضافي قدره 10.47 مليار يورو (حوالي 12.04 مليار دولار)، مع التركيز على زيادة حجم القوات العسكرية، والاتصالات، والأمن السيبراني، وشراء المعدات العسكرية.

وأوضح سانشيز أن هذا “الخطة ستساعدنا في تحقيق الهدف في وقت قياسي”. وأضاف أن إسبانيا ستساهم في الدفاع عن أوروبا.

من جانبها، اقترحت المفوضية الأوروبية السماح للدول الأعضاء بزيادة إنفاقها الدفاعي بنسبة 1.5% من الناتج المحلي الإجمالي سنويًا لمدة أربع سنوات دون معاقبتها على زيادة العجز المالي، ودعت إلى تجميع الموارد في مشاريع دفاعية مشتركة.

وكانت إيطاليا قد أعلنت الأسبوع الماضي أنها ستلتزم أيضًا بهدف الناتو هذا العام من خلال سلسلة من التعديلات المحاسبية.

وأشار سانشيز إلى أن خطته لن تحتاج إلى موافقة برلمانية لأنها تعتمد بشكل رئيسي على إعادة تخصيص الأموال الحالية واستخدام التوفير في الميزانية دون التأثير على الضرائب أو العجز.

وأوضح أن زيادة الإنفاق الدفاعي ستساعد على إعادة التصنيع للاقتصاد الإسباني، وتعزيز الابتكار التكنولوجي، وخلق وظائف جديدة.

وذكر أن حوالي ثلث الإنفاق الإضافي سيخصص للتكنولوجيا الرقمية مثل الاتصالات والأقمار الصناعية والذكاء الاصطناعي، بهدف خلق “درع رقمي ضد القراصنة”.

وأشار سانشيز إلى أن الدول الأوروبية الجنوبية تواجه تحديات مختلفة عن تلك التي يواجهها حلفاؤها في الجناح الشرقي، وأنها بحاجة إلى التركيز على مراقبة الحدود، ومحاربة الإرهاب، والهجمات الإلكترونية، وهي مجالات يجب أن تُعتبر جزءًا من الإنفاق الدفاعي. وأوضح مسؤولون في الاتحاد الأوروبي أنه بينما لا يُعتبر الأمن السيبراني بشكل عام ضمن قائمة الدفاع، فإن الحواسيب التي يشتريها الجيش لصد الهجمات الإلكترونية تؤهل لذلك.

وأضاف سانشيز أن حوالي 19% من الخطة الإضافية ستخصص لتحديث القدرات الدفاعية لإسبانيا من خلال تصنيع وشراء المعدات العسكرية.

وأكد رئيس الوزراء الإسباني أن حكومته تستجيب لزيادة التوترات الجيوسياسية، قائلاً: “إذا كنت قد سألتني منذ سنوات عن أولويات استثمار حكومتي في الأمن والدفاع، لكانت إجابتي مختلفة تمامًا عما أوضحته الآن. ولكن ليس لأن قيمنا وأهدافنا قد تغيرت، بل لأن العالم قد تغير”.

المصدر: رويترز

Exit mobile version