فيتنام تحتفل بمرور 50 عامًا على نهاية الحرب

تحتفل اليوم 30 أبريل 2025، فيتنام بالذكرى الخمسين لنهاية حربها الطويلة مع الولايات المتحدة، التي كانت نهاية لعهد من الانقسام والصراع. في ذلك اليوم التاريخي، الذي شهد سقوط سايغون في 1975، بدأ فصل جديد من تاريخ البلاد، وهو ما جعل هذه المناسبة تحمل طابعًا خاصًا في قلب كل فيتنامي.

بدأت الاحتفالات بمسيرة عسكرية حاشدة في مدينة هو تشي منه، التي كانت تعرف سابقًا باسم سايغون. اجتمع الناس في الشوارع للاحتفال بهذا اليوم، حاملين الأعلام الحمراء والصفراء، وهو ما كان يعكس الروح الوطنية التي تتجلى في الوحدة والسلام بعد سنوات من الحرب والدمار. في خطابه أمام الجماهير، أكد الأمين العام للحزب الشيوعي الفيتنامي، تو لام، على أن “جميع الفيتناميين هم أبناء فيتنام، ولهم الحق في العيش بحرية وملاحقة سعادتهم”.

بالإضافة إلى ذلك، لفت الحفل انتباه المراقبين والمشاركين في مسيرة عسكرية كبيرة، شارك فيها الجنود الفيتناميون، جنبًا إلى جنب مع القوات الصينية واللاوسية والكمبودية، مما يعكس التضامن الإقليمي الذي ساعد في فيتنام في تحقيق استقلالها. وفيما كانت الطائرات الحربية تحلق فوق الساحة، كانت المشاهد تعكس تحولًا عميقًا في كيفية رؤية فيتنام للعالم اليوم.

وقد أشار تو لام إلى أن فيتنام، التي خرجت من الحرب منتصرة، تستعد للمرحلة القادمة من السلام والوحدة والازدهار. وقال إن فيتنام تسعى الآن إلى “دولة السلام، الوحدة، والازدهار”، بعيدًا عن أجواء الصراع والماضي العسكري.

وبينما احتفل الفيتناميون بتوحيد بلادهم، كان هناك أيضًا تذكير بمرور 30 عامًا على العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة، والتي شهدت تطورًا كبيرًا نحو الشراكة الاستراتيجية. ومع ذلك، فإن التوترات الاقتصادية والعلاقات التجارية مع واشنطن ظلت قضية مفتوحة، خاصة مع القرارات التجارية التي فرضها الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب.

وبالنسبة للكثيرين من المواطنين الفيتناميين، كان هذا اليوم بمثابة تذكير بأن الحروب قد انتهت، وأن الوقت قد حان لتحقيق السلام بين الأمم. في هذا السياق، أكد المحارب الفيتنامي السابق، فام نغوك سون، أن “الحرب انتهت منذ زمن طويل”، معربًا عن أمله في أن تكون العلاقات بين الولايات المتحدة وفيتنام قائمة على السلام والصداقة.

في النهاية، يمكن القول إن فيتنام قد نجحت في تحويل ذكرى نهاية الحرب إلى مناسبة للتأكيد على وحدة الشعب والبلاد، وبداية مرحلة جديدة من السلام والتطور، على الرغم من التحديات التي قد تواجهها في عالم اليوم المتغير.

المصدر: AP

Exit mobile version