في لحظة تاريخية، أعلن وارن بافيت، أيقونة الاستثمار العالمي، عن نيته التنحي عن منصب الرئيس التنفيذي لشركة بيركشاير هاثاواي بنهاية عام 2025، بعد مسيرة استمرت ستة عقود حوّل فيها شركة نسيج متعثرة إلى إمبراطورية استثمارية بقيمة تتجاوز 1.16 تريليون دولار.
وفي ختام الاجتماع السنوي للشركة في أوماها، قال بافيت البالغ من العمر 94 عامًا:
“لقد حان الوقت ليصبح غريغ الرئيس التنفيذي، وسأبقى على الهامش للمشورة فقط في حالات نادرة، لكن الكلمة الأخيرة ستكون له”.
من القطن إلى الكاش: قصة نجاح غير قابلة للتكرار
حين تولى بافيت زمام بيركشاير عام 1965، لم تكن الشركة تحمل من مقومات النجاح سوى الاسم. اليوم، تضم تحت مظلتها نحو 200 شركة ناشطة في قطاعات التأمين، الطاقة، النقل، التجزئة، والصناعات الغذائية. كما تمتلك حصة ضخمة من الأسهم في عمالقة مثل Apple، American Express، وBank of America.
ثروة بافيت الشخصية بلغت نحو 168.2 مليار دولار، وهي مجمدة تقريبًا في أسهم بيركشاير، التي أكد أنه لن يبيع منها شيئًا، مضيفًا:
“أبقيت على كل سهم كقرار اقتصادي، لأني أعتقد أن مستقبل بيركشاير سيكون أكثر إشراقًا بقيادة غريغ”.
من هو غريغ آيبل؟
نائب رئيس الشركة، غريغ آيبل، البالغ من العمر 62 عامًا، هو من تولى فعليًا الكثير من مهام بافيت خلال السنوات الأخيرة، خاصة في ما يتعلق بتوزيع رأس المال. وقد قال أمام المساهمين:
“أنا فخور وممتن لأن أكون جزءًا من هذا الإرث العظيم”، مضيفًا أن إدارته ستكون “أكثر تفاعلًا، ولكن بشكل إيجابي”.
هل تنحي بافيت هو مؤشر على تغيّر في الاقتصاد العالمي؟
يمثل تنحي وارن بافيت عن منصب الرئيس التنفيذي لشركة “بيركشاير هاثاوي” في نهاية 2025 نقطة فارقة في تاريخ الاستثمار الأمريكي والعالمي. فبافيته، الذي قاد الشركة لمدة ستة عقود ونجح في بناء إمبراطورية استثمارية استثنائية، كان رمزًا للثقة والنجاح في الاقتصاد الرأسمالي الأمريكي. ومع انتقال القيادة إلى غريغ إيبيل، يبقى التساؤل مطروحًا: هل يشير هذا التغيير إلى بداية مرحلة جديدة في الاقتصاد العالمي؟ قد يكون هذا التحول في قيادة إحدى الشركات الكبرى بمثابة إشعار بتغيرات أعمق على مستوى الاقتصاد، ربما يعكس التحول في أساليب الإدارة والاستثمار في ظل تغيرات السوق المتسارعة. تزامن هذا التغيير مع التحديات الاقتصادية العالمية، مثل صعود الاقتصادات الناشئة وتوسع الأزمات الجيوسياسية، يجعل من المشهد الاقتصادي في الأعوام القادمة أكثر ديناميكية. ومع غياب بافيت، قد يُنظر إلى إيبيل كقائد مختلف يسعى للتأقلم مع هذه التحولات ويعكس رؤية جديدة لما يجب أن تكون عليه الشركات في القرن الواحد والعشرين.