الشيخ القاسمي عن مولود قاسم…الجزائر شخصية حضارية

في كلمة ألقاها خلال ملتقى “المفكر مولود قاسم نايت بلقاسم: الرجل والمشروع”، الذي احتضنته دار الثقافة بسطيف يوم السبت 31 ماي 2025، سلّط الشيخ محمد المأمون القاسمي الحسني، عميد جامع الجزائر، الضوء على جوهر المشروع الفكري لمولود قاسم، معتبرًا أن الرجل لم يكن يتحدث عن الجزائر بخطاب سياسي تقليدي، بل برؤية حضارية تعتبر الهوية مشروعًا تحرريًا لا يقل شأنًا عن تحرير الأرض.

وقال القاسمي أن  “حين يتحدث مولود قاسم عن الجزائر لم يكن يتحدث كما يتحدث السياسيون حيث كان يرى الجزائر شخصية حضارية بل قضية حضارية”.

وأوضح الشيخ القاسمي أن دفاع مولود قاسم عن الإسلام لم يكن بصوت الداعية الخطابي، بل بمنهج المفكر العارف، الذي يرى في الإسلام مشروع نهوض شامل، لا مجرد منظومة طقوسية. وقد عبّر عن هذه الرؤية من خلال شعاره الشهير الذي رفعه في كل ملتقيات الفكر الإسلامي: “الإسلام دين ودولة ونظام اجتماعي متكامل”.

وفي هذا السياق قال عميد “جاممع الجزائر أن دفاع مولود قاسم عن الاسلام ” لم يكن على طريقة الداعية بل على طريقة العالم المفكر العارف الذي يرى الاسلام مشروع نهوض لا دين طقوس”مضيفا أن ” والشعار الذي اطلقه ورفعه في جميع ملتقيات الفكرالاسلامي “الاسلام دين ودولة ونظام اجتماعي متكامل”.

كما شدّد المتحدث على أن مولود قاسم كان يرى أن معركة الهوية ومقوّمات الشخصية الوطنية الجزائرية – من لغة، ودين، وتاريخ – لا تقلّ أهمية عن معركة الأرض، مؤكدًا أن بناء الأمة لا يتم بالحدود فقط، بل باللغة والعقيدة والانتماء.

وقال الحسني أن المفكر مولود قاسم نايت بلقاسم كان يرى أن “معركة الهوية و مقومات الشخصية الوطنية الجزائرية لا تقل اهمية عن معركة الأرض و أن الامة لا تبنى بالحدود فقط بل باللغة و العقيدة و بالتاريخ و بالانتماء”.

مولود قاسم نايت بلقاسم هو مفكر وفيلسوف جزائري بارز، جمع بين الفكر الإسلامي والهوية الوطنية في مشروع حضاري رائد. لم يكن ينظر إلى الجزائر ككيان سياسي فقط، بل كشخصية حضارية متكاملة، حيث أكد أن الإسلام ليس مجرد دين طقوس، بل هو دين ودولة ونظام اجتماعي شامل. رفع شعار “الإسلام دين ودولة ونظام اجتماعي متكامل” واعتبر أن معركة الهوية الوطنية لا تقل أهمية عن معركة الأرض، مؤكداً أن بناء الأمة يتم عبر اللغة، العقيدة، التاريخ والانتماء، وليس فقط بالحدود الجغرافية. ترك إرثًا فكريًا أثّر في الفكر الجزائري الحديث، ودافع بقوة عن الهوية واللغة العربية حتى رحيله في 27 أوت عام 1992.

Exit mobile version