من هي ريما حسن؟

تتجدد فصول المقاومة المدنية والتضامن الإنساني مع الشعب الفلسطيني المحاصر، وفي صلب هذه التحركات تبرز شخصيات تدفع حدود التضامن إلى مستويات غير مسبوقة. كانت النائبة البرلمانية الأوروبية الفرنسية ريما حسن، ذات الأصول الفلسطينية، في طليعة هذه الجهود، متحديةً الحصار البحري المفروض على قطاع غزة بانضمامها إلى سفينة “مادلين” الإنسانية ضمن “أسطول الحرية”. هذه الخطوة الجريئة لم تكن مجرد مشاركة رمزية، بل تمثل رسالة واضحة بضرورة كسر جدار الصمت الدولي تجاه معاناة سكان غزة، وتأكيداً على حقهم في الحياة الكريمة وحرية التنقل، حتى لو كلف ذلك مواجهة مباشرة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في عرض البحر. دور حسن في هذه المبادرة، والتزامها المستمر بقضية شعبها، يضعها في موقع الريادة كصوت مدوٍّ للعدالة الإنسانية.

من هي ريما حسن؟

ريما حسن هي محامية وناشطة سياسية فرنسية من أصول فلسطينية، وُلدت في مخيم النيرب للاجئين الفلسطينيين في حلب بسوريا عام 1992. انتقلت إلى فرنسا في عام 2007 كلاجئة.

تُعرف حسن بنشاطها المدافع عن حقوق الإنسان، وخاصة حقوق اللاجئين والفلسطينيين. تحمل شهادة الماجستير في القانون الدولي وحقوق الإنسان من جامعة السوربون بباريس.

قبل دخولها المعترك السياسي، عملت ريما في منظمات حقوقية، وكانت عضواً في المجلس الوطني لـ “اللاجئين في فرنسا” (CNAF). كما شاركت في تأسيس “مرصد مخيمات اللاجئين” (Observatoire des camps de réfugiés).

في عام 2024، ترشحت ريما حسن للانتخابات الأوروبية ضمن قائمة حزب “فرنسا الأبية” (La France insoumise) اليساري، ونجحت في الفوز بمقعد في البرلمان الأوروبي، لتصبح واحدة من الأصوات الفلسطينية القوية داخل المؤسسة التشريعية الأوروبية، مدافعَةً عن حقوق الشعب الفلسطيني ومسلطة الضوء على الأزمة الإنسانية في غزة. يُنظر إليها كشخصية صاعدة ومؤثرة في المشهد السياسي الفرنسي والأوروبي، خاصة في قضايا العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان.

أسست “مرصد غزة”و لم تكن ريم ضيفةً سهلة على الاستوديوهات الفرنسية. في كل ظهور، تحوّل المناظرة إلى محكمةٍ يحاكم فيها الاحتلال. عندما اتهموها بمعاداة السامية، أجابت: “ناضلت ضد كل أشكال العنصرية، لكن مقاومة الاحتلال واجب إنساني”.

 

Exit mobile version