في تطور يسلط الضوء على تصاعد التوترات الإقليمية، كشف محمد إسلامي، رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، أن إيران تمتلك وثائق تُثبت تعاون دولة أوروبية مع “إسرائيل” في مشروع لصناعة قنبلة نووية. هذه التصريحات تأتي في سياق ردّ طهران على ما تعتبره ازدواجية في تعامل الغرب مع ملفها النووي، مقابل تجاهل الترسانة النووية الإسرائيلية المفترضة.
بحسب إسلامي، فإن المعلومات التي حصلت عليها إيران تشير إلى تورّط هذه الدولة الأوروبية، التي لم يسمّها، في دعم برنامج نووي عسكري إسرائيلي. وأضاف أن السلطات الإسرائيلية لم تعد تُخفي نواياها، في إشارة إلى تصريحات مسؤولين إسرائيليين ألمحوا إلى إمكانية استخدام السلاح النووي ضد غزة.
و أعلن وزير الاستخبارات الإيراني، إسماعيل ختّيب، في وقت سابق أن أجهزة المخابرات الإيرانية حصلت على كمية كبيرة من “وثائق تتعلق بالبرنامج النووي الإسرائيلي”، تتضمن معلومات عن تعاون مزعوم بين إسرائيل ودول أوروبا والولايات المتحدة .
أُذيع هذا القول عبر التلفزيون الرسمي، إلا أن ختّيب لم يُفصح عن هوية “الدول الأوروبية” أو طبيعة الوثائق بشكل دقيق .
من جهتها، لم تؤكد الوكالة الدولية للطاقة الذرية هذه الادعاءات، غير أن مديرها العام، رافاييل غروسي، أقرّ بأن بعض المعلومات التي عرضتها إيران تتعلق بمركز بحثي نووي داخل “إسرائيل”، دون أن يربطها بتصنيع قنبلة نووية.
ويرى مراقبون أن التصريحات الإيرانية قد تكون جزءًا من استراتيجية ضغط سياسي، في وقت تواجه فيه طهران تجديدًا محتملاً للعقوبات الغربية. كما تأتي هذه الاتهامات وسط تعثر مفاوضات الملف النووي الإيراني، وزيادة التوتر في المنطقة، خاصة بعد اعتراض البحرية الإسرائيلية لسفن مساعدات إنسانية متجهة نحو غزة.
للتذكير محمد إسلامي من مواليد 1956 يشغل منذ أوت 2021 منصب رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية (AEOI)، وهو نائب رئيس الجمهورية الإيرانية سابقًا
للاشارة شهدت خمسينيات وستينيات القرن الماضي تعاونًا سريًا بين فرنسا و”إسرائيل” ساهم في تطوير القدرات النووية الإسرائيلية، حيث يُعتقد أن باريس لعبت دورًا محوريًا في بناء مفاعل “ديمونا” في صحراء النقب، وزوّدت “إسرائيل” بتكنولوجيا ومعدات نووية، إلى جانب خبراء وتقنيين ساعدوا في إطلاق البرنامج النووي الإسرائيلي. ويُنظر إلى هذا التعاون على أنه تمهيد غير معلن لامتلاك “إسرائيل” لقدرات نووية عسكرية خارج إطار اتفاقية حظر الانتشار النووي، التي لم توقع عليها الدولة العبرية حتى اليوم. ورغم أن هذا التعاون لم يعد قائمًا علنًا، فإن إرثه ما يزال يلقي بظلاله على التوازنات النووية في منطقة الشرق الأوسط، ويثير تساؤلات مستمرة حول المعايير المزدوجة في التعامل الدولي مع البرامج النووية.