مواقف دول الناتو من الرد الإيراني على إسرائيل: إجماع على الإدانة وتحفّظ على التصعيد

أثار الهجوم الصاروخي والمسيّر الإيراني واسع النطاق على إسرائيل، مساء الجمعة 13 جوان 2025، ردود فعل قوية من الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو). ففي وقت أجمعت فيه هذه الدول على إدانة ما وصفته بـ”التصعيد الخطير”، برز أيضًا خطاب دبلوماسي متوازن يدعو إلى ضبط النفس وتجنّب الانزلاق نحو حرب إقليمية شاملة.

الناطق باسم الناتو عبّر عن إدانة الحلف للهجوم الإيراني، واصفًا إياه بـ”الخطوة التصعيدية التي تهدّد الأمن الإقليمي”، مع تأكيد دعم الناتو لـ”حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”. ورغم لهجة التضامن، أشار البيان الرسمي إلى أهمية “منع تدهور الوضع” و”العودة إلى المسارات الدبلوماسية”، ما يعكس حرص الحلف على عدم التورط المباشر في صراع مفتوح.

في لندن، ندد رئيس الوزراء البريطاني ستارمر بالتصعيد العسكري الإيراني، مؤكّدًا أن إيران هاجمت أهدافاً مدنية، داعيًا طهران إلى وقف التصعيد فوراً. قال: “إيران يجب أن تتوقف عن هذه الهجمات، ومن المهم أن نظل حذرين لتفادي المحاسبة الخاطئة”

و شدّد ستارمر على أن بريطانيا تقف مع إسرائيل وتُقرّ بحقها في الدفاع عن نفسها، ولكنه حذّر أيضًا من خطر الانزلاق نحو حرب أوسع في الشرق الأوسط نتيجة التصعيد المستمر .

و أشار رئيس الوزراء البريطاني  إلى أن القوات البريطانية “لعبت دورًا” في دعم الدفاع الجوي لإسرائيل، وإن كان هذا الدعم لا يشمل مشاركة قتالية مباشرة، وذلك في محاولة لمنع تصعيد أكبر في المنطقة .

ختاماً، دعا ستارمر إلى العودة إلى الدبلوماسية والعقلانية على المستويين الإقليمي والدولي، قائلاً: “على جميع الأطراف أن يبتعدوا عن حافة الهاوية، وأن نعود إلى الحوار والدبلوماسية”

فيما قامت كل في باريس وبرلين دانتا الهجوم بـ”أشد العبارات”، حيث اعتبره الرئيس ماكرون “تهديدًا مباشرًا للاستقرار في الشرق الأوسط”، في حين وصفت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بربوك الرد الإيراني بأنه “خط أحمر خطير”. ورغم هذا الموقف الصارم، لم تصدر أي إشارة لدعم عسكري مباشر لإسرائيل، ما يعكس تمسك البلدين بتوازن بين التضامن السياسي وتفادي التورط العسكري.

رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، شددا على “ضرورة تجنب الانجرار إلى صراع أكبر”. وقد تميز الخطاب الإيطالي والإسباني بتركيز خاص على “وقف دوامة العنف” والدعوة إلى “حل سياسي شامل”، في لهجة أقل صدامية مقارنة بمواقف واشنطن وتل أبيب.

الدول الأعضاء الأخرى في الناتو، خصوصًا من أوروبا الوسطى والشرقية، كبلجيكا وبولندا والتشيك وهولندا، تبنّت موقفًا موحدًا يُدين الهجوم ويؤكد تضامنها مع إسرائيل، لكنها شدّدت في الوقت نفسه على أن “الحل العسكري لن يُفضي إلى استقرار دائم”. حتى كندا، الحليف التقليدي الأقرب للولايات المتحدة، اكتفت بإعلان “دعم إسرائيل سياسيًا” دون أي التزام بمشاركة ميدانية.

الردود الأطلسية تعكس بشكل ضمني قناعة بأن التصعيد بين إيران وإسرائيل بات يتجاوز الحسابات الأمنية، ويدخل في صلب معادلات النفوذ الجيوسياسي في الشرق الأوسط، ما يجعل أي تورط مباشر مكلفًا استراتيجيًا.

للاشارة بدأ التصعيد الحالي في المنطقة فجر الجمعة 13 جوان 2025، بعد ا، شنّت إسرائيل عدوانا  جويا مباغتا على مواقع يُشتبه بأنها تابعة للبرنامج النووي الإيراني في إقليم أصفهان، وأسفرت الضربات عن أضرار جزئية في منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم، إضافة إلى خسائر بشرية محدودة في صفوف الحرس الثوري، وفق بيانات رسمية إيرانية.
لكن الرد لم يتأخر طويلًا، ففي مساء الجمعة 13 جوان 2025، أطلقت إيران موجة واسعة من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة باتجاه أهداف داخل إسرائيل، وُصفت بأنها “الأكبر من نوعها” في تاريخ المواجهات غير المباشرة بين الطرفين.

en.wikipedia.org
+1
bbc.com
+1
.

 

Exit mobile version