استهداف مصفاة حيفا…ماذا تعني الضربة لمستقبل الأمن الطاقوي “الإسرائيلي”؟

في تصعيد لافت ضمن المواجهة المفتوحة بين إيران و”إسرائيل”، تعرّضت مصفاة بازان في مدينة حيفا لضربة صاروخية مباشرة، في هجوم وصفته تقارير إعلامية متقاطعة بأنه “جزء من رد شامل ومنسّق”. وتسبّب القصف في حرائق جزئية داخل مجمع المصفاة، مما أدى إلى إغلاق مؤقت لبعض الوحدات الحيوية وتعليق جزئي في عمليات تكرير النفط.

تُعد مصفاة بازان في مدينة حيفا أكبر مصفاة نفط في “إسرائيل”، بطاقة تكرير تبلغ نحو 9.8 مليون طن سنويًا، أي ما يعادل 66 مليون برميل من النفط الخام. وتغطي هذه الكمية أكثر من 60% من احتياجات السوق الإسرائيلية من الوقود، بما في ذلك البنزين، الديزل، وقود الطائرات، ومنتجات البيتروكيماويات. تقع المصفاة على مساحة تفوق 400 هكتار، وتضم شبكة معقدة من الأنابيب ومرافق التخزين والتوزيع. وتُشكل مع ميناء حيفا عقدة طاقوية رئيسية تربط بين الاستيراد، المعالجة، والتوزيع داخليًا وخارجيًا. أي توقف في نشاطها – حتى وإن كان جزئيًا – قد يُحدث اضطرابًا كبيرًا في منظومة التكرير وتزويد الوقود في البلاد، كما حصل عقب الهجوم الإيراني في يونيو 2025، والذي أدّى إلى توقف مؤقت لعدة وحدات إنتاجية حساسة.

ويُفهم من مضمون البيانات والتحليلات أن إيران استخدمت صواريخ دقيقة طويلة المدى في الضربة، ما يسلط الضوء على قدرتها على الوصول إلى العمق الاستراتيجي الإسرائيلي، واستهداف مواقع اقتصادية حساسة في وقت قياسي.

تشير المعطيات الواردة في التقارير إلى أن هذه الضربة، التي ترافقت مع إطلاق عشرات الصواريخ الأخرى على مواقع متفرقة، تمثل اختبارًا قاسيًا لمنظومات الدفاع الجوي الإسرائيلي، كما تطرح تحديات جديدة على صعيد حماية منشآت الطاقة من تهديدات خارجية متطورة.

المصدر: وكالات +الصحفي

Exit mobile version