قصف مقر التلفزيون الإيراني: تصعيد أم مؤشر ضعف استراتيجي؟

في تصعيد جديد يعكس تحوّلات نوعية في طبيعة المواجهة بين إيران و “إسرائيل”، استهدفت طائرات عبرية اليوم مقر هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيراني (IRIB) في العاصمة طهران، خلال بث مباشر، ما تسبب في توقفه مؤقتًا وإحداث أضرار مادية بالمبنى.

; قالت وسائل إعلام إيرانية مساء يوم الاثنين، إن هجوما إسرائيليا استهدف مبنى هيئة الإذاعة والتلفزيون في طهران.

وأفاد الإعلام الإيراني بمقتل وإصابة عدد من موظفي الإذاعة والتلفزيون الإيراني. وأشار إلى أن جميع قنوات هيئة الإذاعة والتلفزيون تبث بشكل طبيعي باستثناء قناة الأخبار.

الضربة وقعت في الدائرة الثالثة من العاصمة، وهي منطقة مدنية، وشوهد مذيعون يغادرون الاستوديو على الهواء مباشرة بعد دوي انفجار قوي. وسائل إعلام إيرانية أكدت أن الدفاعات الجوية تصدت للهجوم، مشيرة إلى عدم تسجيل ضحايا، رغم تضارب المعلومات الأولية.

اللافت في هذه الضربة ليس فقط رمزيتها الإعلامية، بل طبيعة هدفها: مؤسسة مدنية إعلامية، ما يثير تساؤلات حول الأهداف العسكرية الحقيقية من ورائها. مراقبون يرون أن توجيه ضربة إلى منشأة غير عسكرية قد يكون مؤشرًا على مأزق استراتيجي تعيشه إسرائيل، حيث تغيب الأهداف “النوعية” بعد موجات متكررة من الاستهداف لمواقع الحرس الثوري ومراكز القيادة.

كما يربط محللون بين هذه الضربة وتنامي الخطاب الدعائي الإسرائيلي الذي وصف الإعلام الإيراني بأنه “بوق دعاية”، ما يعكس رغبة في التأثير الرمزي والنفسي بدل تحقيق اختراق ميداني ملموس.

الهجوم يأتي في وقتٍ تشهد فيه المنطقة حالة من التوتر المتزايد، وسط تحذيرات دولية من احتمال تحول هذه الاستهدافات إلى حرب مفتوحة غير محكومة بقواعد الاشتباك التقليدي.

Exit mobile version