أعلنت إيران عن إغلاق شامل لمتاحفها ومواقعها الأثرية حتى إشعار آخر، مع نقل آلاف القطع الأثرية والفنية إلى أماكن آمنة، في إطار خطة طوارئ وُصفت بالحساسة لحماية التراث الثقافي من التهديدات المحتملة. وأكد علي دارابي، نائب وزير التراث الثقافي، أن القرار جاء تطبيقًا لبروتوكولات الأزمات، وشمل جميع المؤسسات المتحفية في البلاد.
بحسب تقارير إعلامية محلية، تم تنفيذ عمليات نقل منظمة للقطع الأثرية من أكثر من 800 متحف، من بينها المتحف الوطني الإيراني ومتحف طهران للفن المعاصر، الذي يضم أعمالًا لفنانين عالميين أمثال فان جوخ وبيكاسو، وتُقدّر قيمته بمليارات الدولارات. وأفادت مسؤولة المتاحف ليلى خسروي بأن التدريبات السنوية على سيناريوهات الزلازل والغارات ساعدت على استجابة فعّالة في مواجهة الأزمة الحالية.
في محافظات مثل فارس وأصفهان، التي تضم مواقع مدرجة ضمن التراث العالمي لليونسكو، تم نقل محتويات 47 متحفًا حكوميًا وخاصًا، مع تعزيز الإجراءات الأمنية. وصرّح أمير كرم زاده من أصفهان أن الجيش قد يُستدعى إذا اقتضت الضرورة.
من جهتها، حذّرت جمعية الآثار الإيرانية من أضرار هيكلية محتملة تطال المباني التاريخية بفعل موجات الانفجار، داعية اليونسكو والمؤسسات الدولية إلى التدخل العاجل. واعتبر بيانها أن التراث الثقافي “ليس ملكًا لدولة واحدة، بل يمثل الذاكرة المشتركة للإنسانية”، وأن تدميره يمثل تهديدًا مباشرًا للهوية والسلام.